سلاح المرأة أقوى من أي سلاح!

TT

المرأة تشعر ـ عادة ـ بالضعف أمام الرجل. وتحاول أن تغطي هذا الضعف بالعلم والعمل، وبالاعتماد على نفسها.. فإذا اشتغلت مع الرجل في مكان واحد، فهي حريصة على أن تتشبه بالرجل.. أي تستعير أسلوبه في القوة..

والمرأة تكره ضعفها، وتكره أيضا الرجل الضعيف. ولكن المرأة لا تكره أن تكون ضعيفة أمام رجل قوي تحبه.. بل إنها تفضل أن تكون ضعيفة أمام الرجل على أن تكون أقوى من الرجل..

والملكة المصرية حتشبسوت نموذج للمرأة التي أحيطت بعدد من الرجال الضعاف، فبعد وفاة أبيها الذي كان زوجها أيضا تزوجت أخاها، وكان أخوها هذا أخا بالتبني، وكان لقيطا ضعيفا، وكانت تحتقره.. وبعد وفاة أخيها هذا تزوجت أخاها الثاني، وكان أيضا ضعيفا جدا.. وازداد احتقارها للرجال.. ومات هذا الأخ فتزوجت ابنه، وكان أضعف أزواجها الثلاثة.. وأحست الملكة أنها هي «الرجل» وأن في استطاعتها أن تحكم الرجال. ولذلك وضعت اللحية وفتحت صدرها، وشدت ذراعيها، وصلبت قامتها، وتقدمت الرجال وأذلت أعناق النساء، وأقامت لنفسها التماثيل التي تمجدها كرجل.. وأمرت أن تدفن بين الرجال في الدير البحري..

وبعد وفاتها هدم زوجها تماثيلها.. ومسح صورها.. وفقأ عينيها في كل مكان، حتى اذا ما بعثت يوم القيامة كانت عمياء..

لقد كانت حتشبسوت معذورة، لأنها كانت «أرجل» من الرجال والنساء في عصرها..

ولكن الأديبة الفرنسية «جورج صاند» كانت قوية الشخصية شرسة.. وكانت ترتدي ملابس الرجال. وكانت توقع في غرامها كل الشعراء والفنانين في عصرها.. وكانوا جميعا في غاية الرقة والنعومة والأنوثة أيضا.. وكانت تنفرد بهم الواحد بعد الآخر.. ولا تتركهم إلا والدماء تنزف من صدورهم.. مثل الموسيقار شوبان والشاعر دي ميسيه وغيرهما..

إن ملكات تجارة التجميل في العالم دميمات الوجه.. ضعيفات البنية، مريضات، انتقمن لضعفهن النفسي والجسمي بشكل آخر، وهذا ما فعلته كل من هيلين روبنشتين وإليزابيث آردن وماري كلير.. فقد قررن ان يخربن بيت الرجال، فيقبل الرجل هذا الخراب وهو سعيد.. فعن طريق أدوات الزينة والتجميل ازدادت أنوثة المرأة وجمالها، وازداد اقبال الرجال عليها.. ودفعوا الثمن من مالهم ومن أعصابهم..

أي أن ملكات الجمال حتشبسوت العصر الحديث قد أضعفهن الرجل أكثر من مرة ـ والرجل سعيد بما يرى، والمرأة سعيدة بما تجد!