رسالة إلى شركة تويوتا

TT

ماذا حول ميتشيغان التي يبدو أنها تشجع على دعم الانتحار؟

هذا كل ما أفكر به حينما أشاهد شيوخ وأعضاء كونغرس ولاية ميتشيغان الذين يتزعمهم الجمهوري جون دينغل، حينما يقلدون جاك كفوركيان، وحينما يحاول مرة أخرى للتخفيف من الإجراءات التي يقوم بها الكونغرس لإصدار قانون معايير خاص بالمسافات لديترويت في مسودة آخر قانون يعني بالطاقة.

يبدو أنني أحصل على سياسة محكومة ببراميل النفط. أنا أفهم حقيقة كون الشيوخ القادمين من ولايات نفطية يسعون إلى حماية الأرباح المتأتية من شركات النفط. ويمكن أن نفهم القصة القديمة ما بين شركات النفط والمشرعين: احموا أرباحي ونحن سنكافئكم في حملاتكم الانتخابية.

لكن الأمر الذي لم أفهمه هو أن مشرعي ميتشيغان ظلوا عاما بعد عام يحمون ديترويت من الضغط الهادف الى وضع معايير جديدة للمسافات التي تقطعها السيارات حتى لو أن فشل ديترويت لبيع سيارات أكثر كفاءة من حيث استخدام الوقود قد ساهم بشكل واضح في اقترابها من الإفلاس، وخسارتها لسوق لصالح تويوتا وهوندا. وفقدان وظائف كثيرة منها. لشركة جنرال موتورز اليوم 73 ألف عامل مقارنة بـ225 ألف قبل عقد واحد. وفي السنة الماضية تجاوزت شركـة تويوتـــا جنـرال موتــورز باعتبــارها أكبر صــانعة سيارات عـلى المستــوى العالمي.

لكن دعم انتحار ديترويت هو معد. فكل طرف يريد أن يشارك فيه. فشركة تويوتا التي كانت في المقدمة في مجال الوقود الهجين على أساس غالون واحد لكل 50 ميلا، قد شاركت مع أكبر ثلاث شركات أميركية لصنع السيارات كي تضغط ضد فرض معايير خاصة بالمسافات التي تقطعها السيارات.

وقال ديرون لوفاس الخبير من «مجلس الدفاع للمصادر الطبيعية» إن «تويوتا تريد أن تبقي هالتها الخضراء وهزم شركة جنرال موتورز في مجال الشاحنات الكبيرة أيضا. ومع أن تويوتا هي أكبر منتج للسيارات التي تستخدم الوقود الهجين، فإنه لأمر مؤسف أن تصطف تويوتا مع شركات السيارات القديمة، التي ظلت تتجنب تحقيق كفاءة أعلى للوقود في سياراتها».

من جانبه استخدم إرف ميللر نائب شركة تويوتا المدونة الالكترونية الخاصة بالشركة، كي ينفي صحة التهم التي تقول إنها «تحاول دفع الولايات المتحدة إلى الوراء في مجــال المسافـات المقطوعة في كل غالون من الغاز. وقال ميللر: «لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة». لأن تويوتا كما قال تفضل أيضا تحسين معايير المسافات المقطوعة في كل غالون من الوقود.

لكن يجب ألا تنخدع. فاليابان وأوروبا قد وصلتا إلى معايير أفضل للمسافات المقطوعة في كل غالون وقود وهما ملتزمتان بزيادة معايير كفاءة الوقود إلى 40 ميلا في الساعة. لذلك فإن تويوتا تضغط باتجاه السماح بإبقاء المعايير الأميركية الحالية إلى عام 2022 وهذا العام يكون وراء ما ستكون عليه آنذاك.

وقال لي الديمقراطي من ماسوشيستس ادوارد ماركي والذي يرأس اللجنة المشركة الخاصة باستقلال الطاقة والاحتباس الحراري العالمي، إن تويوتا قادرة على تحقيق الـ35 ميلا بالغالون الواحد القائمة في اليابان وأوروبا حاليا، لكن «هنا يقومون بمحاربة تثبيت الكفاءة على مسافة 35 ميلا، مثلما هو متوقع منها ان تفعله».

وقال إنه حاول إقناع تويوتا أن «الكثير من الناس اشتروا سيارات من نوع بريورر أو كارمي، التي تعتمد على الوقود الهجين لمحاربة الاحتباس الحراري العالمي، وتقليل اعتمادنا على النقط الأجنبي».

ومن المؤسف أن تصبح تويوتا التي من المفترض أن تتقدم الصفوف الأمامية معرقلة للمشروع.

اسمعي تويوتا: إذا كنت تريدين أن تصبحي أكبر صانع سيارات في اميركا هل بإمكانك أن تجلبي أيضا إلى أميركا أفضل تطبيقاتك ـ التي جعلتك اكبر صانع سيارات في العالم ـ بدلا من اطالة أمد ممارساتنا الأسوأ. نحن لدينا عدد كاف من الناس يساعدوننا على الانتحار.

* خدمة «نيويورك تايمز»