ووجد الأبطال حلا: قتلوني!

TT

كاتبنا الكبير سمير عطا الله حكى لنا أنه كان يكتب مسلسلا بوليسيا فوجد من الضروري أن ينهي المسلسل بقتل البطل.. هل زهق من البطل أو أن البطل زهق من المؤلف فكان هذا القتل الرحيم..

ولي تجربتان. فعندما كنت أعمل في مجلة «روز اليوسف» كنت أنشر أخباراً عن لهو الملك فاروق وعبثه. وكانت لي صديقة فرنسية ـ إيطالية هي التي تبعث لي بقصاصات الصحف الفرنسية والإيطالية واسمها (سيلفانا ماريللي).. وبسبب خلاف بيني وبين السيدة روز اليوسف تركت العمل معها وانتقلت إلى «أخبار اليوم». وفي أول مقال لي دبرت حادثا بقتل سيلفانا ماريللي تحت عجلات إحدى السيارات.. وبذلك لن يستخدم أحد اسمها في غيابي!

أما التجربة الثانية فقد كتبت مسلسلا في مجلة «الجيل» التي كنت أرأس تحريرها سنة 1960. المسلسل عنوانه: «عريس فاطمة». وقد كتبت عشرين حلقة. وتوقفت. فلم أعرف كيف أكمل هذا المسلسل. ولم أفلح في أن أجد لفاطمة عريساً مناسباً. وعدت بعد خمس سنوات أكمل هذه المسلسل. وكانت الحلقة الأولى أن قفز كل أبطال المسلسل يحاكمونني. فقد جعلت حياتهم صعبة ومعقدة لدرجة أنهم لا يعرفون الخروج منها وخصوصاً فاطمة الفنانة الشاعرة الفيلسوفة لم تجد شاباً يناسبها.. أو وجدت ولكن الشاب لا يعرف كيف يتعامل مع فتاة جميلة لها فلسفة أفلاطون وشعر شوقي وبلاغة طه حسين وحرية سيمون بوفوار.. وناقشتني فاطمة ولم أفلح في إقناعها. وقد فات وقت الاعتذار عن كل العقبات الصعبة..

وكذلك بقية أبطال المسلسل. وتكاثروا وقتلوني. ثم ظهر «عريس فاطمة» في فيلم سينمائي جميل لم يجد ضرورة لقتل المؤلف ـ وما فعله الممثلون على الشاشة كان لطفاً منهم، وما فعله الأبطال على الورق كان عقوبة يستحقها المؤلف!