سافرت إلى لوس أنجلوس لإجراء جراحة دقيقة في عيني اليمنى، وهي نفس العين التي أُجريت لها جراحتين من قبل، وقد ساعدني صديقي الدكتور سامي مخيمر، والذي يساعد كل العرب في الحصول على خدمات طبية عالية، فهو إنسان يمتاز بالخلق الرفيع.. وبعد نجاح العملية وجدت نفسي استقر في لوس أنجلوس لمدة عشرة أيام، وهي المدينة المحببة ليّ في أمريكا؛ لأنني عشت فيها سنوات طويلة، وقمت بالتدريس في جامعة لوس أنجلوس خلال الصيف ولمدة خمس سنوات. وهناك صادقت وقابلت العديد من نجوم السياسة والفن.
وجاءني أحد الأصدقاء وهو مخرج إيطالي ليطمئن عليّ بعد العملية، وأخبرني أن أرنولد شوارزنغر وزوجته ماريا شري?ر، وكانت تعمل مقدمة برامج تليفزيونية شهيرة قبل الزواج، يريدان دعوتي على العشاء في منزلهما. قبلت الدعوة وتحدد الميعاد وذهبنا إلى المنزل الذي يقيمون فيه، ويقع في أجمل بقاع لوس أنجلوس المعروفة باسم Brentwood، وهي المنطقة التي يعيش فيها مشاهير الفن والسياسة وتماثل تماماً حي المشاهير الشهير بيفرلي هيلز. وعندما وصلنا إلى بوابة المنزل كان علينا أن نمشي لمسافة 1كم لكي نصل إلى المنزل الجميل الذي يعيش فيه أرنولد وعائلته، حيث كان في استقبالنا.
جلسنا في حديقة المنزل وكان يدخن السيجار المشهور به الآن؛ ولأن التدخين ممنوع الآن تماماً في الأماكن المغلقة بهذه الولاية، فقد اضطر أرنولد إلى بناء خيمة أمام مكتبه في عاصمة كاليفورنيا لكي يدخن فيها.
وقد انضم لنا مؤلف ومنتج سينمائي شهير، ومخرج آخر وزوجاتهم من المهتمين بالفراعنة وتحدثنا عن الآثار وعن الاكتشافات الأثرية، وبدا واضحاً أن أرنولد وزوجته يتابعون كل أعمالي الأثرية على قناة الديسكفري وناشيونال جيوغرافيك.. وتحدثنا في السياسة وقلت له إن العرب لهم موقف منك، لأنك ذهبت لزيارة إسرائيل ولم تزر أي بلد عربي، وكان رده أنه لم يتلق دعوة من أي بلد عربي! واستمر الحديث عن المشكلة الفلسطينية وكيف أن العالم سوف يعيش في سلام إذا ما تم إقامة دولة فلسطين.. وبعد ذلك تحدثت معهم عن خطأ أمريكا في دخول العراق، وأن بوش لم يستطع أن يفسر حتى الآن سبب دخوله العراق، وما هو موقف الشعب الأمريكي الآن بعد أن وجدوا أن صدام ليس لديه أي أسلحة نووية؟ وكيف أن بوش لم يقرأ تاريخ العراق جيداً، ووضع شعبه في مأزق من الصعب الخروج منه الآن.
وهنا سألت أرنولد عن حياته السياسية وهل يفتقد حياته كممثل شهير؟ وقال إنه عندما يحس بالاشتياق إلى السينما يذهب إلى الاستوديوهات ويجلس مع زملائه ويتذكر الماضي، وأضاف أن حياة هوليوود شاقة ومثيرة وأن السياسة الآن تعطيه كل شيء.. كانت جلسة مثيرة على مائدة العشاء استغرقت ثلاث ساعات، واتفقنا على أن يزور مصر في الشتاء الحالي، ووعدتهم بأنني سوف أصطحبهم في زيارة إلى الأهرامات وأبو الهول، وردت ماريا قائلة إن حلمها أن تزور مصر وأن تشاهد آثار ملكات مصر.. وهنا قدمت لهما أهم كتبي عن ملكات الفراعنة..