أشعر بأن كل من يقرأ هذه الكلمات قريب قرب ابناء العمومة والاخوان. ولذلك حين اقرأ معلومة جديدة او تحرك مشاعري قصة انسانية او تدفعني طرفة الي الابتسام، اول ما افكر فيه هو وسيلة انقل بها ما صادفني بأسلوب لطيف يجعل المشاركة ممكنة ومؤثرة.
سوف ابدأ بالابتسامة هذا الصباح، لعلها تشفع لي حين اذيلها بما لا يبعث على الابتسام.
عاش زوجان حياة زوجية طويلة جدا، الى ان بلغا الكبر. تقاسما كل شيء وتبادلا الافكار والاسرار والطعام. لم تكن الزوجة تحتفظ لنفسها بأية خصوصيات سوى صندوق صغير مغلق في مخبأ لا يعرفه سواها. وحين بلغت من الكبر ما اصابها بمرض شعرت من خلاله بان شمس حياتها اوشكت على المغيب، فكر الزوج ان يسألها عن الصندوق. فأومأت له ان يأتي بالمفتاح من مخبئه وان يفتح الصندوق ففعل. ووجد بالصندوق دميتين مغزولتين بالصوف الملون ومعهما مبلغ كبير من المال. فنظر الى زوجته مستفسرا فقالت له: حين تزوجنا قالت لي امي ان الزوج احيانا يغضب زوجته وان على الزوجة ان تصبر على زوجها، ولكي تتعلم الصبر عليها ان تتعلم غزل الدمى بالصوف الملون. دهش الزوج وملأه السرور ايضا لأنه وجد دميتين فقط، ومعنى ذلك انه لم يغضب زوجته الحبيبة الا قليلا. ولكنه انتبه الى المال في الصندوق فسألها: وماذا عن المال؟ فقالت انه المال الذي جنيته من بيع الدمى.
أما الجزء الثاني من حديثي اليوم فيتعلق بخبر صغير نشر في الصحف عن عريس عربي طرد عروسه الى عرض الشارع بعد دقائق من دخوله بها، لأنها لم تكن في نظره عذراء. ابعاد هذا الخبر دفعتي الى عالم التراجيديا الاغريقية والافلام الميلودرامية. تمنيت ان اعرف الى اين اتجهت تلك العروس في الساعات الاولى من الصباح ؟ وكيف وقع النبأ على أهلها؟ وكيف حسم عريسها الامر بتلك الحتمية من دون ان يداخله شك بأنه قد يكون مخطئا؟ وان لم يكن اخطأ كيف آثر ان يفضح اصهاره بهذا الاسلوب الخالي من الرأفة والكياسة؟ وما هو حكم البشر على مثله وما هو حكم الخبير اللطيف ذي الرحمة والمغفرة؟
لو كانت العروس بريئة كيف تثبت براءتها وهل يشفع لها الكشف الطبي الذي يمكن ان يثبت أن ظلما وقع عليها؟
لقد حملت أمانة تقديم النصح لطالبيه على مدى خمس وعشرين عاما. ولم تستعص علي مشكلة، الى ان قرأت ذلك الخبر لأنني ادركت انني لو سئلت ان اجد حلا مقبولا لجميع الاطراف لاعتمدت على شهامة الزوج وانسانيته في المقام الاول ربما لأنني مؤمنة بأن من ستر عورة في الدنيا ستره الله يوم القيامة.
فرصة تلك العروس في زواج اخر وفي علاقة سوية بأسرتها وبالمجتمع انتهت. ولو اختلف موقف الزوج لربح عند ربه ثوابا في الاخرة.
بت حزينة وحائرة. من اكثر ظلما من فتاة اخطأت او تعرضت لاعتداء ولزمت الصمت؟ زوج يفضحها ؟ شريك في الفعل ينجو من العقاب؟ طبيب يتربح حين تلجأ له فتاة لاصلاح ما تلف؟
أتمنى ان يجيب اصحاب العقل والضمير: ما هو الحل السليم؟