.. والمفاجآت مستمرة

TT

المفاجآت السياسية اللبنانية، يبدو أنها مرشحة لأن تشهد فصلا جديدا، ولكنه قد يكون فصلا يفوق في إثارته الفصول الســابقة. العـد التنازلي يتواصل إلى موعد الاستحقاق الرئاسي، وحتى اللحــظة يبدو على الســـطح وظاهريا أنه لم يتم الاتفاق على مرشح «توافقي» بعينه ولا حتى الاتفاق على أسلوب وطريقة الترشح التي سيتم اعتمادها. و«المفاجأة » التي يجري الحديث عنها في أوساط كثيرة هي الغزل والميلان الحاصل ما بين العماد ميشال عون وحركة 14 آذار للاتفاق على عودته مجددا لحراك ثورة الأرز، التي تلت اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وسبب هذا الحراك هو إحساس العماد عون بأنه ليس مرشح المعارضة والمتمثل في الأحزاب والحركات المجمعة (مثل أمل وحزب الله والبعث والقومي السوري)، فهناك أكثر من نائب محسوب على هذه الأحزاب أبدى استعداده لدعم مرشح «آخر» للرئاسة دون الدفاع عن مرشح هذه الحركة وهو ميشال عون نفسه! وطبعا هناك شعور لدى ميشال عون أنه قد يكون كبش الفداء الذي تم استغلاله لإيجاد شرعة لحراك المعارضة في لبنان (خارج إطار الطائفة الواحدة فقط) وهناك حديث عن موعد ولقاء كان يتم إعداده ما بين العماد وما بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أحد أهم رموز حركة 14 آذار، ولكن تم تأجيله في اللحظات الأخيرة لأسباب «أمنية». مرة أخرى يبدو أن مقولة أنه لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، ولكن هناك مصالح.. يبدو أن هذه المقولة باتت هي سيدة الموقف بلا جدال. العماد ميشال عون منح الغطاء «الوطني» لحراك المعارضة وأعطاها البعد غير الطائفي، ولكن الاتفاق بينهم كان اتفاقا سياسيا في المقام الأول مبنيا على تبادل المصالح، وهي باختصار التعاون مقابل كرسي الرئاسة، هكذا وبكل وضوح وبساطة، ولذلك لن يقبل عون أي حل آخر حتى ولو سمي توافقيا يكون هو الثمن الذي يدفع مقابل تمهيد الطريق للوصول إليه. معركة الرئاسة اللبنانية التي لم تحسم حتى الآن هي في الواقع معركة على مستقبل لبنان وتقرير لمصيره، والبحث يجري عن مرشح «مناسب» يرضي الجميع. واقعيا هذه المسألة مستحيلة، فالفِرَق التي تتقاتل من أجل الوصول للحكم والسلطة في لبنان تختلف على الطريق وعلى الثمن المطلوب للوصول، وهنا مربط الفرس. المفاجآت اللبنانية لا تزال مستمرة، وكل الخوف أن يكون ثمن هذه المفاجآت المزيد من الاغتيالات والدماء، وخصوصا أن هناك جهات لا تعرف لغة إلا هذه. والأيام القادمة سترينا موقف العماد ميشال عون «الأخير» وغيره من الأحداث.