يجب شن حرب عالمية.. على الإيدز

TT

خلال العام الماضي فقط، تسبب مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في موت ثلاثة ملايين شخص في مختلف دول العالم. وهناك ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص يعانون من الاصابة بالفيروس المسبب للمرض (HIV)، اربعة ملايين منهم في القارة الافريقية فقط. وفي مناطق اخرى ينتشر وباء الايدز والفيروس المسبب له بمعدل مثير للقلق. ففي اوروبا الشرقية، وفي جنوب آسيا وجنوب شرقها، يشكل الفيروس والمرض خطرا حقيقيا وكابوسا مرعبا. اما في منطقة البحر الكاريبي، فان الايدز اصبح واحدا من الاسباب الرئيسية للوفاة بين الذكور الذين هم تحت سن الخامسة والاربعين.

يجب ان تُوجّه هذه الحقائق والارقام جهود واهتمام رؤساء الدول والعاملين في دوائر صناعة القرار ووكالات الامم المتحدة وخبراء الصحة ومجموعات ومنظمات المجتمع المدني، اذ من المقرر ان يجتمع هؤلاء الاسبوع المقبل في اطار جلسة خاصة للامم المتحدة مخصصة لمكافحة خطر الايدز الداهم.

انني آمل ان تستجيب الحكومات والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجموعات الاخرى التي من المقرر ان تشارك في الاجتماع المرتقب للتحديات المتمثلة في بذل كل الجهود الممكنة لوقف انتشار مرض الايدز والفيروس المسبب له. واذا كان من الصحيح القول ان المال وحده لن يحل هذه المشكلة، فان اهميته تظل حيوية، خصوصا ان الأموال التي رصدت حتى الآن لمكافحة هذا الوباء الفتاك ليست في حجم الخطر نفسه. فجملة الدعم المالي العالمي الذي تلقته الدول النامية العام الماضي لمكافحة انتشار الايدز تقل عن مليار دولار اميركي، أي اقل من ثلث ما تحتاجه دول القارة الافريقية وحدها. الى ذلك ، ان الوقاية جانب اساسي من جوانب مكافحة وباء الايدز، غير ان الوقاية تحتاج الى ما لا يقل عن تسعة مليارات دولار في العام. يتوجب ان نذكر هنا مبادرة البنك الدولي الذي اطلق بالتعاون مع حكومات افريقية برنامجا لمكافحة الايدز في القارة وفّرنا له خلال العام السابق فقط خمسمائة مليون دولار لمساعدة عشر دول افريقية في جهود تطبيق برامج وقائية وعلاجية فاعلة.

وعلاوة على ماسبق، اعلن البنك الدولي عن تخصيص مبلغ مائة وخمسين مليون دولار لتمويل جهود مكافحة الايدز في منطقة البحر الكاريبي واربعين مليون دولار اخرى للوقاية من المرض في بنغلاديش.

اننا كأسرة دولية نملك مجتمعين الموارد اللازمة لازالة هذا الوباء، وكذلك نملك الحاجة لازالته. بيد ان ما نفتقر اليه هو الارادة السياسية. لذا يجب ان نوحد الجهود ونظهر اننا لسنا عاجزين في مواجهة وباء اودى بحياة الملايين. المطلوب هو توحيد الجهود من اجل توفير المال اللازم للوقوف في وجه هذا الخطر، وحشد الارادة السياسية، وخطط المعركة لدحر هذا الخطر العالمي. يجب ان نعمل جميعا من اجل جعل الدورة الخاصة للامم المتحدة الاسبوع المقبل حدثا بارزا ولحظة حاسمة في هذه المعركة.

* رئيس البنك الدولي ـ خدمة «لوس انجليس تايمز ـ وجهة نظر عالمية» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»