اسرقوا أغاني موتاكم!

TT

هل يأتي يوم تصبح فيه اغنية «الأطلال» من التراث.. اي مجهولة المؤلف والملحن.. ويأتي يوم تصبح فيه اغنية «حبيتك بالصيف» من التراث.. واغنية «رسالة من تحت الماء» تراثية لا نعرف مؤلفها ولا ملحنها؟! لا تتعجب فهذا ممكن.. فقد حدث ـ على طريقة صدق أو لا تصدق ـ أن غنى عبد الله رشاد اغنية «يا ماشي فين رايح».. ثم تفضل ووضعها ضمن شريط يباع في الاسواق وعلى غلافه ان الاغنية من التراث.. كذلك فعل عبد المجيد عبد الله في شريطه «سبحانو» و«روح احمد الله وبس».. ولكن ثالثة الاثافي او الدواهي ما فعلته المطربة «توحه»، فقد اخذتها من قصيرها وغنت اغنية «مين فتن بيني وبينك» وقالت ان الكلمات من تأليفها واللحن لحنها.. فهي المؤلفة والملحنة والمطربة.. وربما المستمعة الوحيدة ايضا للأغنية! ونحن نعرف وكل من له علاقة بالأغنية السعودية يعرف ان هذه الأغاني كلها من كلمات الشاعر الكبير صالح جلال رحمه الله.. وقد حضرت بنفسي بعض اوقات من تأليف هذه الاغنيات.. وكان يقرأها علينا نحن اصدقاؤه، ويستشيرنا وقد يتصل بنا في جوف الليل ليقرأ لنا بعض ما كتب.

ان العدوان الثلاثي الذي شنه عبد المجيد عبد الله وعبد الله رشاد والست «توحه»، على مؤلفات المرحوم صالح جلال، يستحق وقفة من المسؤولين لاعادة الحق الى اصحابه.. وقد سارع الاستاذ جلال، ابن المرحوم صالح جلال، الى ارسال شكوى الى وزارة الاعلام لوقف هذا العدوان.. واعطاء الورثة حقوقهم التي سلبها الثلاثة.

ان حقوق الملكية الفكرية «التربس» واتفاقية «الآيبو»، تضمنان لمن قال كلمة واحدة حقوقه في هذه الكلمة.. والعالم كله من حولنا يتحدث عن الاتفاقيتين وأثرهما في الحياة الفكرية والفنية والعلمية لضمان حقوق المبدعين.. ولو حدث ما حدث هنا في اي بلد آخر لقامت الدنيا ولم تقعد حتى يأخذ كل ذي حق حقه.. وانني انضم الى ورثة صديقي المرحوم صالح جلال، وأرجو ان تسرع وزارة الاعلام في التحقيق والتحقق من صحة موقف الورثة.. والا فاننا نطبق اتفاقية جديدة اسمها «اسرقوا اغاني موتاكم»!