تحدي الجمهوريين: أربعة رجال في مواجهة إمرأة؟

TT

يدور الكثير من التذمر بين المحافظين حول المجال الجمهوري. لذلك فللعديد من مرشحيهم عيوب كثيرة. فرودي جولياني من المرتدين على معارضة حق الإجهاض أما ميت رومني فإنه يمارس التقلب المستمر في السياسات، وجون ماكين: روح العفو. فريد تومبسون: صبي كسول. إذن أين النموذج؟ أين رونالد ريغان؟

لكن ماذا حول ريغان؟ أليس هو الرئيس المشهور بإغفاءاته غير الإرادية، ومنح عفوا لثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي في عام 1986. وكحاكم لكاليفورنيا وقع مسودة قانون تعد الأكثر ليبرالية في تاريخ أميركا وتسمح بالإجهاض، ثم انقلب لاحقا على عقبيه وأصبح معارضا للإجهاض. وماذا فعل تجاه الإجهاض حينما كان رئيسا؟ أعطانا (سنادرا داي أوكونور) و(أنتوني كيندي) الصوتين المنقلبين اللذين ساندا ( رو) ضد (وايد) خلال ربع القرن الأخير.

ليس الهدف هو الإساءة إلى ريغان، لكن لجلب قدر من الواقعية لذلك الشخص الذي يمجَّد حاليا ضمن مناخ عدم الرضا من المرشحين الحاليين اليوم. إذن لماذا كل هذا الذعر؟ يمكن القول إن النقاش الذي دار في أورلاندو يوم الأحد الماضي بين المرشحين الجمهوريين كان حادا حيث قام كل منهم بنسف نقاط العجز الايديولوجية للآخر.

فاز ماكين بالسجال مع هجوم رائع على هيلاري كلينتون. ومن خلال ذكر سجله في مجال ضبط الانفاق سخر من اقتراح كلينتون بتخصيص مليون دولار لمتحف وودستوك. وهو لم يذهب إلى وودستوك بسبب ضغط الوقت.

كيف يمكنك هزيمة ذلك؟ كانت رسالة ماكين بسيطة إذ قال: بالتأكيد أنا مسن ومتعب ومفلس. لكننا في حالة حرب. وأسأل: من يمتلك خبرة أكثر وأوهاما أقل حول فهم الحرب مع التزام ثابت بالانتصار في الحرب التي نخوضها حاليا؟ بالمقابل كان جولياني الرجل القوي والحيوي. وقام بالدفاع عن ليبراليته الاجتماعية. مع انتقادات صغيرة للمرشح تومبسون. أما رسالته فهي: أنا أخرجت الحقيرين من نيويورك مع صورهم الإباحية وجرائمهم وبغاياهم، أطلقوني على العالم.

وكان أداء رومني ثابتا وراسخا كما هو الحال دائما، وبات يتسم بحيوية خاصة، عندما تحدث عن أمور قام بها، مثل إقامة مشروع تجاري، وإنقاذ الأولمبياد الشتوي، وإدارة الولاية الأكثر ليبرالية في الاتحاد. وأصبح أكثر نشاطا وهو يتحدث حول إصلاح الرعاية الصحية في ولاية ماساشوسيتس الذي تحقق عبر العمل مع المؤسسة التشريعية التي يشكل الديمقراطيون أغلبيتها. ولكن ما هي رسالته؟ كانت: أنا أعمل وأحل المشاكل واحقق الوحدة. غير انه عندما أصر في وقت متزامن على انه يمثل أنقى الأنقياء، «الجناح الجمهوري من الحزب الجمهوري»، جسد مفارقة التكنوقراطي كآيديولوجي.

أما بالنسبة لتومسون فإنه مفارقة أيضا. فهو موجود دائما منذ ووتر غيت، ولكنه مرشح لا يثير اهتماما في الغالب. وأخيرا، فشاهد القول هو أن للجمهوريين أربعة ونصفا من المرشحين الجيدين للرئاسة. وكل الخمسة سيكونون أشخاصا مناسبين لحكومة جيدة: رومني للخزانة وتومبسون للعدل وماكين للدفاع وجولياني للأمن الداخلي وهوكابي للداخلية. وكل الفريق بحاجة الآن إلى اختيار كابتن يستطيع إلحاق الهزيمة بهيلاري.

* خدمة «واشنطن بوست»

(خاص بـ«الشرق الأوسط»)