ولكن لماذا ارتفع سعر البيض ؟!

TT

فازت الأديبة البريطانية دوريس لسنج بجائزة نوبل لهذا العام 2007 ـ غريبة! عجيبة، فلم يتوقع لها أحد ذلك، فهي متوسطة القيمة الأدبية.. وهي أكبر من فاز بهذه الجائزة، فعمرها 88 عاما، وترتيبها 11 بين الأديبات البريطانيات الحائزات جائزة نوبل، ورقم 34 بين النساء الحائزات هذه الجائزة..

ولدت في إيران القديمة من أب انجليزي، ثم تركوا إيران إلى أواسط إفريقيا، وتركت المدرسة وهي في الخامسة عشرة، وأكملت تعليمها في بيتها، وعملت ممرضة مثل أمها، وعاملة تليفون، وتزوجت من رجل مات في حادث سيارة، وتزوجت ألمانياً يهوديا شيوعيا صار سفيرا لبلاده، وكتبت روايات نصفها عن المرأة وضرورة تحررها والنصف الآخر عن السود الذين لم يتحرروا، ورأت أكاديمية نوبل أن موقفها من المرأة هو موقف ملحمي، فهي لم تتعب في مناصرة المرأة والقيم الإنسانية والسخرية المستمرة من التفرقة العنصرية في البلاد الإفريقية التي عاشت فيها..

وبالمناسبة فأنا ترجمت كتابا اسمه (الجائزة) من 45 عاما.. إنها رواية للكاتب الأمريكي ارفنج دالاس، أمتع وأجمل الكتب، فموضوعه: أين كان الفائزون بجائزة نوبل عندما أبلغوا بهذا النبأ؟

كان بعضهم في البارات والخمارات وفي أحضان النساء. والكتاب جنس صارخ. وفي ذلك الوقت كان البرلمان المصري يعترض على رواية إحسان عبد القدوس «أنف وثلاثة عيون» ويرى أنها جنسية عارية. وقبل أن يصدر كتابي اضطرني الرقيب أن أحذف 300 صفحة، فلم يبق من الكتاب إلا 700. وأحسست كأنني أقطع من لحمي ودمي.. وكان هذا هو شرط صدور الكتاب. وأحسست أنني مثل الثعالب التي تقع في المصيدة. تظل تمزق بأنيابها سيقانها وهي تنزف وتبكي لكي تهرب بما تبقى منها!

وعندما أعلنت أكاديمية نوبل عن فوز دوريس ليسنج كانت في السوبر ماركت تشتري شايا وبيضا وطماطم. وقد دخلت في مناقشات مع البائع!

وعندما عادت إلى البيت وجدت الناشر، وراحت تحكي له ما حدث. ولم تعطه فرصة أن يقول لها إن جائزة نوبل مليون ونصف مليون دولار.. ونزلت الدموع من عينيها. وبعد أن مسحت دموعها نظرت إليه تقول: أفهم لماذا ارتفع سعر البيض!