الملوك والرؤساء ينشدون القوة.. قوة السلطة والصحة والعافية وطول العمر حتى لو قالوا وعادوا وزادوا أن القوة لا تهمهم ولا تعنيهم. لأنهم يطلبون من الله الستر؟! وبس!
كنا في جزيرة بريوني اليوغسلافية وقد أقام الرئيس تيتو عشاء للرئيس السادات والوفد المرافق له.. وبدأنا نأكل عندما جاءني سكرتير الرئيس يقول لي: الرئيس عاوزك.. ذهبت. فهمس في أذني: لعلك تلاحظ أن الرئيس تيتو يأكل المكرونة والكافيار والزبدة وكلها مليئة بالكوليسترول ويشرب الفودكا وهو في الثمانين. أبحث لي كيف كل ذلك وهو في صحة جيدة.
ـ حاضر يا ريس..
وبعد لحظات استدعاني الرئيس وقال: ابحث لي أيضاً حكاية شارلي شابلن.. أنت عارف..
وكانت إحدى شركات الأدوية قد أعلنت أن شارلي شابلن في غاية اللياقة البدنية لأنه يتعاطى منتجاتها.. وعقد شارلي شابلن مؤتمراً صحفياً نفى وكذب بشدة أن يكون السبب هو عقاقير هذه الشركة، وإنما حرصه على الرياضة والطعام الصحي!
وعدنا إلى مصر.. وبعدها بأيام سألني الرئيس عن البحث الذي كلفني به. فقلت: إنني أبحث يا ريس!
والحقيقة أنني لا أعرف كيف أبحث هذا الموضوع. ومضى وقت وظننت الرئيس قد انشغل. ولكن فاجأني ونحن نتمشى: يا أنيس.. عملت ايه في حكاية تيتو وشارلي شابلن.. وقلت له ما وصلت إليه بعد سؤال الأطباء وما قرأت.. ولا أعرف ما الذي استفاده من البحث..
وكان يشاع عن الملك فاروق أن سر صحته وعافيته هو أنه يشرب كل يوم (بهريز) أي خلاصة عشرين أو ثلاثين زوجاً من الحمام؟! ولم يكن ذلك إلا تفسيراً ساذجاً لقدرته كملك وشراهته كشاب!