ذهب يسأل عن بيجين في رومانيا!

TT

قبل زيارة الرئيس السادات للقدس رأى أن يذهب الى الرئيس الروماني شاوشيسكو.. أما الهدف فهو ان يعرف منه الشيء الكثير عن مناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل. وكان السادات قبل ذلك قد كلفني أن اجمع أفلاماً عن حياة مناحم بيجين وعن مواقفه في الكنيست، كيف يقول وكيف يناقش. فقد سمع السادات أنه خطيب خطير وانه يحاور ويناور وأن لديه قدرة فائقة على الإقناع. وجمعت له عدداً من الافلام. حصلت عليها من اسرائيل ومن أمريكا وتطوع بعض أعضاء حزب بيجين بهذه الأفلام والترجمة العربية أيضاً..

ورأى السادات ان يستكمل معلوماته عن هذا الخصم العنيد الذي سيواجهه ويناقشه ويفاوضه في إسرائيل وفي أمريكا وفي مصر أيضاً..

وقد فعل السادات بالضبط ما تفعله الفرق الرياضية عندما تتفرج على الفرق المنافسة لتعرف اسلوبها في اللعب. او كما يفعل المتنافسون من الملاكمين.. وقد عرف السادات ان بطل الأبطال محمد علي كلاي كان يفعل ذلك بايعاز من المدربين له..

وقال له شاوشيسكو: إن بيجين هو أقوى رجل في اسرائيل. وإنه من حسن الحظ ان بيجين في الحكم وليس في المعارضة. ولو كان معارضاً لتعطلت عملية السلام..

وفي الطائرة قلت للرئيس السادات: نحن الآن فوق تركيا وعلى خط مستقيم مع جبل ارارات ، فسألني: يعني ايه؟ فقلت: يا ريس جبل ارارات ويسمونه أيضاً جبل الجودي والذي ورد ذكره في القرآن عند الحديث عن سفينة نوح، القرآن يقول «واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين»..

ـ يعني ايه؟

قلت: يا ريس انت تقوم بدور نوح في مواجهة الطوفان من الضياع والضباب والظلام والحروب من كل لون وحجم ونوع، وذلك من باب المقاربة وليس المشابهة.

وهز السادات رأسه ولم يقل شيئاً وتمنيت له ولنا أن نحقق النجاح والنجاة والسلام!