المؤتمرات العلمية السعودية.. دلالات ومعان

TT

المؤتمرات العلمية وجه حضاري للدول والمؤسسات العلمية، حيث تعد من أحد المعايير العلمية المهمة لتقدم الدول، كما أنها تشكل أهمية قصوى في دفع عجلة البحث العلمي قدماً للأمام والتوعية بأهم المستجدات العلمية العالمية، وتمثل أيضاً تعزيزاً وتشريفاً للدول والباحثين على الصعيد المحلي والعالمي.

وقد عقدت في السعودية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، عدة مؤتمرات دولية علمية مهمة، ففي الفترة من 13 الى 15 الشهر الجاري، عقد المؤتمر الدولي حول زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، الذي نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وفي الفترة من 13 الى 15 الجاري، عقد المؤتمر العالمي الأول لعلاج هبوط عضلة القلب، الذي نظمه مركز الأمير سلطان لمعالجة امراض وجراحة القلب للقوات المسلحة، وفي الفترة من 14 الى 15 نوفمبر الجاري، عقد المؤتمر الدولي الأول للتقنيات المعلوماتية والبريدية، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وفي السابع عشر من الشهر نفسه عقد المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات، وفي السادس والعشرين من نوفمبر الجاري سيعقد مؤتمر القلب العالمي الرابع لطب وجراحة القلب بالدمام، تحت رعاية الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية.

وهذه المؤتمرات يجب أن نتوقف عندها لما لها من دلالات ومعان كثيرة مهمة وبخاصة في القرن الحالي الذي يشهد سباقاً وتنافساً محموماً نحو التميز في مختلف مجالات العلم والمعرفة.

ومن أبرز الدلالات أن هذه المؤتمرات تدل وتؤكد أولا على الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلم والعلماء والمفكرين في كل مكان. كما أنها تبرز الوجه الحضاري المشرق للسعودية ومؤسساتها العلمية التي حازت على مراكز عالمية متقدمة، من خلال ابراز خبراتها وتجاربها ومستجداتها العلمية المتميزة بشهادات اعتراف دولية، الأمر الذي يشكل تشريفاً لمكانة السعودية وتشجيعاً وتعزيزاً لباحثيها على المستوى المحلي والعربي والعالمي، حيث تشهد السعودية في الوقت الراهن نهضة علمية وحضارية متميزة تشمل كافة مجالات الحياة.

كما أن هذه المؤتمرات العلمية، التي تحدث فيها نخبة من الشخصيات العالمية البارزة، تعد احدى الوسائل التعليمية المستمرة المهمة، حيث تشكل فرصة مهمة للباحثين والمتخصصين للمراجعة والتقييم ومواكبة أحدث التطورات والمستجدات العلمية العالمية والاستفادة من الدراسات والخبرات والتجارب العالمية، وتوطيد العلاقات العلمية والعملية بين المراكز العلمية، مما يساهم في زيادة الوعي والفهم ورفع المستوى التعليمي والأكاديمي للباحثين، ومن ثم الوصول لأفضل المعايير العالمية.

كما أن هذه المؤتمرات العلمية تعد احدى وسائل التوعية العلمية المهمة للجمهور، للتعرف على أحدث التطورات العلمية العالمية، الأمر الذي يتطلب متابعة واهتماماً متزايداً وتغطية اعلامية واسعة ومتميزة لهذه المؤتمرات من وسائل الإعلام العربية، فعن طريقها يمكن نشر الوعي العلمي في المجتمع وإبراز أهمية المؤتمرات العلمية في دفع عجلة التنمية والتطور في جميع المجالات، ونشر ثقافة الوعي بأهمية البحث العلمي ودوره في المجتمع، وكذلك تقدير دور العلم والعلماء، من خلال اجراء حوارات علمية مع العلماء المشاركين في هذه المؤتمرات، وتعريف الجمهور بالمفاهيم والقضايا العلمية الحديثة مثل الخلايا الجذعية وزراعة الأعضاء والتطورات الحادثة في جراحة القلب والتقنيات المعلوماتية والبريدية.

وأخيراً يبقى القول بأن هذه المؤتمرات العلمية يجب ألا تمر سريعاً، فهي فرصة ثمينة للدراسة المتأنية الواعية لخبرات وتجارب الدول المتقدمة والاستفادة منها لتقييم ومراجعة واقعنا الحالي، واقتراح أساليب التطوير والتحديث المناسبة، بما يحقق مستقبلا مشرقا لعالمنا العربي.

* كاتبة وباحثة مصرية في الشؤون العلمية