فرقة القلوب

TT

طلبت من الفريق ضاحي خلفان أن أرى غرفة العمليات في مقر للشرطة في دبي. وقلت له، هناك أسئلة تدور في أذهان جميع الناس، داخلا وخارجا. الذين يعرفون دبي والذين يسمعون عنها: كيف يتم الأمن في هذا البلد؟ كيف هو بلد عربي مليء بالآسيويين، ومع ذلك لا زمور فيه ولا شجار في الطرقات ولا شرطي يرتشي عند الضوء الأحمر.

أمضيت سحابة نصف نهار مع الفريق خلفان وضباطه. وقال لي ونحن نشاهد أحدث غرفة مراقبة في العالم، إنه في عام 1970 كان اثنان في المائة فقط من أفراد الشرطة يستطيعون القراءة. الآن هناك 80 ضابطاً من حملة الدكتوراه في شؤون الأمن. وهناك اختصاصات في اللغة وفي التقنية. وهناك كاميرات تلاحق حركة السير في كل شارع وتراقب كل شيء، إلا خصوصيات الناس وشؤونها.

وسألته عن عدد سكان دبي، فقال، البلدية تقول إنهم 1.600 ألف. «نحن نقول انهم خلال النهار 2.600 ألف. وهم من جنسيات لا عد لها ولا حصر. ونحن لدينا مهمة واحدة: «أمن الجميع وراحة الجميع». وسألته كيف يمكن لبلد أن يراقب حقا كل هذه النوعيات من البشر؟ قال، القانون العادل كفيل بمراقبة الجميع.

قبل يوم واحد كان قد روى لي صديقي أكرم الشخاشير أن رفيقاً له اشترى سيارة «فيراري». وفيما هو عائد مع زوجته من عشاء تطلع حوله فرأى الشوارع خالية، فقرر أن «يجرب» طاقات «الفيراري». وبعد جولة وجلبة تقدم نحو منزله وأوقف السيارة في المرآب وخرج مع زوجته. ورأى أمامه ضاحي خلفان. وأسقط في يده وفي قدرته على الوقوف. وقال له قائد الشرطة: لقد عرضت زوجتك الحامل للخطر. وتسببت في إزعاج جميع جيرانك. وأخللت بالقواعد المتعارف عليها في هذا البلد. غدا نرجو أن تتقدم إلى دائرة الشرطة من تلقاء نفسك. نحن مهمتنا حماية عائلتك من المتهورين أمثالك!

سألت الفريق خلفان، كيف يمكن ضبط الأمور إلى هذه الدرجة؟ قال، ليس بالشدة، بل بالمساواة. عندما يرى الهندي أو الفيلبيني ان القانون مطبق على المواطن سوف يخجل من نفسه. وعندما يرى أي مقيم أنه يقف في الصف مثل المواطن سوف يضطر إلى احترام القانون. وعندما يجد المقيم، من أي بلد كان، أن النظام واحد على الجميع، لا يعود أمامه خيار سوى احترام هذا النظام.

لم أجتمع في حياتي بكل هذا العدد من الضباط مرة واحدة. كان هناك الرفاق الذين أسسوا سلك الشرطة الحديث مع ضاحي خلفان. وكان هناك الشبان العاملون وراء آخر أدوات التقنية. ولفت نظري خريطة ملئت بالقلوب الحمراء، فسألت أبا فارس ماذا تفعل القلوب في مقر الشرطة؟ وابتسم. الشرطة تطلب من جميع أصحاب القلوب الضعيفة في البلد أن يسجلوا عناوينهم وهواتفهم بدقة، بحيث إذا طلبوا استغاثة عاجلة تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول اليهم في أسرع وقت ممكن. عام 1970 كان اثنان من شرطة دبي يجيدون قراءة محضر.