هل نعتمد على المعتدلين؟

TT

من غزة إلى لبنان إلى باكستان إلى العراق، هناك صراع هائل يتواصل اليوم أساسا بين الطوائف الإسلامية حول من يمكن أن يختلط بمن؟ وهذه هي القضية المركزية في العراق. فهل مازال الاختلاط بين الشيعة والسنة العراقيين ممكنا، بعد كل الدم الذي سال؟ وإذا كان الأمر على هذا النحو، فهل يمكن أن يكون البلد مستقرا بما يكفي لنا لتقليص القوات الأميركية؟ وبالاختلاط أعني شيئا أقل من العناق ولكن أكثر من العزلة.

وفي ما يتعلق بالحد الذي فعلت فيه زيادة القوات في العراق فعلها فإن جزءا كبيرا من ذلك يعود الى أن أولئك الشيعة والسنة المستعدين للتسامح مع شيء من الاختلاط وشيء من العزلة، قد نهضوا ضد أولئك الشيعة والسنة الذين يريدون محو بعضهم بعضا ومحو من لا يتفق معهم من طائفتهم.

و«القاعدة» تعرف أنها ذهبت بعيدا جدا، ولهذا السبب وبخ أسامة بن لادن أتباعه للتكتيكات التي نفّرت العراقيين منهم في كلمته الأخيرة المسجلة صوتيا والتي أذيعت يوم 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال ضمن هذا السياق: «الأخطاء تم ارتكابها خلال حروب الجهاد».

وفي 8 نوفمبر (تشرين الثاني) أشارت وكالة أنباء فرنسا إلى أن الشرطة المحلية اتهمت جيش المهدي علنا بتنفيذه حملات قتل في مدينة كربلاء. وجاء في بيان الشرطة: «قتل جيش المهدي وعذب واختطف الناس باسم الشريعة. وتسبب أفراده في قتل المئات من الناس». واعتبرت الوكالة البيان «علامة مميزة للسلطات العراقية من حيث اعترافها بقيام أقوى الميليشيات الشيعية بعمليات قتل».

يعرف الجهاديون أنهم إذا كانوا قادرين على هزم أميركا في قلب عالمهم فإن ذلك سيؤثر على المنطقة بأكملها. ويفهم الجنرال ديفيد بترايوس أنه إذا كنا نريد هزمهم في قلب عالمهم فإننا نستطيع القيام بالمهمتين معا. لكن يجب أن يقود السكان المحليون القتال. نحن لا نستطيع أن نتدخل أكثر مما فعلنا. ويبدو أن الزيادة المؤقتة في عدد القوات الأميركية ساعدت على تقوية عزم أعداد أخرى منهم للقتال. لكنهم يمثلون أطرافا محدودة نسبيا من السنة والشيعة.

الأسئلة التي يجب أن يطرحها المرشحون للرئاسة على أنفسهم هي: ما هي حقيقية حالات الصحوة هذه؟ هل تمثل توجها معتدلا كبيرا ضد المتطرفين بحيث يكون ممكنا بناء عراق محترم على أكتافهم؟ وهل يمكننا أن نقوم بذلك بعدد أقل من الوحدات الأميركية المقاتلة؟ الخسائر البشرية في حالة انخفاض في العراق، لكننا بحاجة إلى مشاهدة أمور أكثر من ذلك. وإذا قمنا بذلك فيجب علينا التوثق من أن مناقشتنا تتساير مع أي تحول على أرض الواقع هناك. يرى الكثير من الأميركيين حتى الآن ضرورة إنقاذ شيء ما من العراق إذا كان ذلك ممكنا بثمن معقول.

* خدمة «نيويورك تايمز»