تغير المناخ.. وداعا فصل الخريف!

TT

كانت درجة الحرارة في واشنطن يوم الخميس الماضي فوق المعدل. وفيما كنت في طريقي للعب الغولف وجدت نفسي افكر بقصة ممتعة نشرتها صحيفة «ذي أونيون»، الصحيفة الساخرة، تحت عنوان «إلغاء الخريف بعد ثلاثة مليارات موسم».

وجاء في القصة: «الخريف، وهو السلسلة الطويلة من الأيام الأقصر والليالي الأبرد الغي أوائل الأسبوع الحالي بعد ما يقرب من ثلاثة مليارات موسم على الأرض، وفقا لما أفادت به مصادر يوم الخميس الماضي.

إن الفترة الكلاسيكية في السنة التي كانت تشغل موقعا بين الصيف والشتاء ستستبدل بمستويات جديدة من الرطوبة والصحو الدائم تقريبا.

وبقدر ما نود ان نراه باقيا فان الخريف لن يعود لموسم آخر، وفقا لما أعلنه رئيس المؤسسة القومية للطقس جون هيز خلال مؤتمر صحافي عقده يوم السادس من نوفمبر الماضي، وفيه قال انه «كانت للخريف دورة رائعة ولكن من المحزن ان الأزمنة تبدلت. ولم يكن الإلغاء بدون مشاركة في علامات تحذير. ففي السنوات الأخيرة تقلص الخريف من ثلاثة اشهر الى حوالي أسبوعين ودفع موعد بدايته المحدد الى الوراء كل عام».

وعليكم ألا تخرجوا بنتائج حول الاحتباس الحراري من طقسكم الخاص، ولكن يصبح من الصعب عدم القيام بذلك، حتى بالنسبة للمختصين. تأملوا التقرير الأخير للجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة حول تغير المناخ، الذي نشر أخيرا ولم يلق كثيرا من الاهتمام. وقد توصل الى أنه منذ ان بدأت اللجنة المذكورة دراستها قبل خمس سنوات اكتشف العلماء اتجاهات تغير مناخي أكثر قوة مما كانوا يعتقدون في السابق، مثل ذوبان جليد القطب بصورة أوسع بكثير، وبالتالي فانه يتعين أن تبدأ في الحال الجهود العالمية من أجل تغيير اتجاه نمو الغازات المنبعثة من الغلاف الجوي.

وقال رئيس الهيئة راجيندرا باشاوري «ان ما سنفعله في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة سيقرر مستقبلنا».

وعبارة «الاحتباس الحراري» التي تبدو ذات رنين، لا تحدد في الواقع ما يحتمل ان يحدث. أنا أفضل مصطلح «النشاط البيئي المحموم» الذي صاغه هونتر لوفينز، المؤسس المشارك لمعهد روكي ماونتن، ذلك ان الزيادة في درجات الحرارة في العالم ستؤدي الى كل انماط الأشياء المجنونة، من الحرارة الأعلى الى الجفاف في بعض الأماكن، الطقس الأبرد والعواصف الشديدة، والمزيد من الفيضانات وحرائق الغابات وفقدان أنواع من الكائنات في أماكن أخرى.

وفيما جاء فريق بوش إلى الحكم وسيخرج منه دون عمل أي برنامج يتعلق بقضية تغير المناخ، فإنني متأثر ببدء بلدنا في الاستجابة لهذه المسألة وبشكل حي ومتزايد.

أولا، قالت غوغل الأسبوع الماضي إنها ستستثمر ملايين الدولارات في تطوير الأعمال المتعلقة بطاقتها. ووصفت غوغل الهدف بأنه من أجل الوصول إلى طاقة متجددة هي أرخص من الفحم. وقالت أيضا: «نحن مشغولون حاليا بجمع بحوثنا الداخلية وتشغيل فريق من المهندسين مكلفين بناء طاقة متجددة تصل إلى غيغاواط واحد يكون أرخص من الفحم». وهذه الطاقة قادرة على تغطية كل احتياجات سان فرانسيسكو.

في الأسبوع الماضي التقيت بطالبين من «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا» فتركا تأثيرا كبيرا في نفسي. وهما ينتميان إلى نادي الطاقة التابع للمعهد. ويضم حاليا 600 عضو وهؤلاء يركزون حاليا على تطوير الخبرة في مجال الطاقة بين طلاب المعهد.

ثم التقيت بثلاثة مهندسين ساعدوا على إطلاق «قمة تصميم العربة» وهو جهد تعاوني مفتوح عالميا ويديره طلبة «معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا» من 25 فريقا علميا في العالم وهذا يشمل الصين والهند وكلهم يعملون معا لبناء سيارة تعمل على الطاقة المهجنة مع الطاقة الكهربائية. وهؤلاء الطلبة يبنون حاليا سيارة ذات كفاءة عالية ويأملون أنها «ستحقق تخفيضا بمعدل 95% في استخدام الطاقة والمواد وكذلك التلوث من بدء إنتاجها وحتى انتهاء عمرها العملي. وتوفر كفاءة تعادل 200 ميل في غالون الغازولين الواحد».

وحسبما جاء في موقعهم على الانترنت فإنهم يريدون «تشخيص الخصائص الأساسية للأحداث مثل السباق للوصول إلى القمر ثم تحويل هذه الطاقة والعاطفة والتركيز والشعور بالحاجة الملحة» في تحفيز فريق دولي لبناء سيارة نظيفة. أريد أن انقل سطرا واحدا أحببته على موقعهم: «نحن الناس الذين ظللنا ننتظر مجيئهم».

*خدمة «نيويورك تايمز»