سوزان مبارك

TT

كان حضور السيدة سوزان مبارك افتتاح معرض الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» حدثا هاما في العاصمة البريطانية لندن، وحضر الافتتاح كل من الأمير تشارلز وزوجته كاميلا ووفد مصري من كبار الشخصيات الثقافية. وقد كان من المخطط أن تستغرق مراسم الافتتاح نصف الساعة فقط، ولكن الذي حدث أن سحر آثار ملك مصر الصغير وعائلته جعلت الجميع لا يشعر بمرور الوقت، وأخذت السيدة سوزان مبارك في شرح بعض آثار الملك «توت» للأمير وزوجته، وقد أنساني بريق ذهب الفراعنة وجمال وروعة أعمال الفن المصري القديم، الزمن المحدد للزيارة فأخذت في الاستفاضة في شرح قصة الكشف عن مقبرة الملك «توت» وما حدث قبل وأثناء وبعد الكشف عن المقبرة الملكية الوحيدة بوادي الملوك والتي وجدت كاملة.

عندما شرفت بتكليف السيدة سوزان مبارك للعمل في مشروع متحف سوزان مبارك للطفل وجدت نفسي أمام شخصية فريدة تدرك تماماً مدى ما يمكن أن تقدمه للطفل والمرأة العربية فكان اهتمامها الشخصي بمشروعات النهوض بالمرأة والطفل وتحسين وضعيهما على كافة المستويات والتي يأتي في مقدمتها الوضع الثقافي للمرأة والطفل العربي. فكان عملها النابع من إيمان عميق من القلب ومتابعة جيدة لوضع المرأة والطفل في العالم العربي له أطيب الأثر في نفوس الغرب. إن دعوة السيدة سوزان مبارك من أجل تقدم المرأة المصرية والعربية، ودعوتها للسلام وما يمكن أن تقدمه المرأة العربية من أجل أن يعم السلام، يجب أن تجد منا جميعاً كل مساندة وتأييد باعتبارها قضايا جوهرية.

وفي لندن حضرت ثلاثة أحداث للسيدة سوزان مبارك: الأول كان داخل المتحف البريطاني، حيث أقيم حفل رفيع المستوى حضره حوالي 300 شخصية سياسية وثقافية من جنسيات مختلفة، وكان الغرض من الحفل جمع تبرعات لبناء متحف سوزان مبارك للطفل، والذي يتم تشييده بالمجهود الذاتي وبإشراف كامل من السيدة سوزان مبارك. ويشرف على تصميم وبناء المتحف مهندس معمارى إنجليزي من المعروفين في هذا المجال، ويقوم متحف إنديانابوليس للطفل بأمريكا بعمل التصميم الداخلي للمتحف. وكانت كلمة السيدة سوزان مبارك قوية وواضحة تؤكد الاهتمام بالطفل ورعايته لبناء إنسان المستقبل. وإلى جواري كانت تجلس رئيسة مجلس اللوردات التي دعتني لحضور الحدث الثاني وهو الكلمة التي ألقتها السيدة سوزان مبارك بمجلس اللوردات وهي رسالة واضحة بدون تكليف وبلغة إنجليزية راقية عن وضع المرأة المصرية وما تقوم به مصر من أجل النهوض بوضع المرأة والطفل. وكان الحوار بعد الكلمة مع الحاضرين حواراً من القلب، وكانت إجابات السيدة سوزان مبارك على أسئلة الحضور شافية وصريحة، كما كانت الأسئلة تدور حول موضوعات عدة مختلفة منها المطالبة بأن تكون المرأة رئيسة للجمهورية في مصر.

أما الحدث الثالث فكان زيارة المتاحف الإنجليزية التي تعرض للطفل، وذلك في محاولة لتقييم ما وصل إليه الغرب من خبرة وتقنية يمكن الاستفادة منها في مشروع متحف سوزان مبارك للطفل، والذي سيصبح متحفا مميزا في الشرق الأوسط.. كلمة حق واجبة في زمن نركز فيه على الأشياء القاتمة ونتغاضى كثيراً عن الإيجابيات.