من أحداث الأسبوع

TT

* من اول الدروس التي تلقيناها في عالم الصحافة عما هو جدير او ليس بجدير بالذكر هذه القاعدة الذهبية. اذا عض كلب انسانا فالخبر ليس بجدير بالنشر، لكن اذا عض انسان كلبا فهو خبر جدير بالنشر، بالطبع هذه قاعدة تصلح للغربيين، يمكنني ترجمتها بالنسبة لصحافيينا الناشئين في البلاد العربية بأن اقول اذا سمعت بمسؤول يحال للمعاش بسبب سرقة ارتكبها فالخبر لا يستحق النشر، لكن اذا سمعت بمسؤول يحال للمعاش دون ان يسرق طوال حياته فهذا خبر جدير بالنشر. بموجب القاعدة الوارد ذكرها اولا ضجت الصحف الاميركية بقصة العجوز التي قامت بالضبط بذلك العمل. عضت كلبا ضاريا من نوع الروتفايلر من رقبته بعد ان رأته يعض كلبها الصغير المدلل. ضجت به الصحف لاحتوائه على كل اركان الخبر الجدير بالنشر. انسان يعض كلبا. بالاضافة لذلك، العاض ليس رجلا وانما امرأة. والعضة جاءت من باب روح الثأر والانتقام، الشيء الوحيد الذي ينتقصه الخبر ليؤهله لسيناريو لفيلم من افلام هوليوود الملحمية هو انه لا يوجد فيه يهودي ولا جنس.

* تعودنا منذ نعومة اظفارنا على سماع مسألة فلسطين عذرا تتذرع به معظم الحكومات العربية لتقاعسها عن القيام بأي شيء مفيد واقترافها شتى الاشياء المسيئة. كلما سئلوا عن الحريات والانتخابات وحقوق المرأة واستقلال القضاء وأي شيء يتطلع اليه الناس قالوا هذا ليس وقته. عندنا مشكلة فلسطين. صراعنا المصيري من اجل تحريرها. اخواننا الفلسطينيون وما يعانونه على يد الصهاينة.. الخ. سمعنا وما زلنا نسمع الكثير من ذلك، لكن الدكتورة نشوى عبد الحميد السيد واختها الاستاذة سلوى عبد الحميد السيد طلعتا علينا بصفحة جديدة من هذا الفصل بزتا فيها كل ما قاله المسؤولون بالأمس. هاجمتا في رسالة مسهبة الى هذه الجريدة كل الداعين الى منع ختان المرأة وقالتا كيف يفكرون ويكتبون عن ذلك واخواننا في فلسطين يعانون ما يعانون منه؟ بعبارة اخرى، يجب الاستمرار بختان المرأة تأييدا لإخواننا في فلسطين.

اثارت رسالتهما شجونا خاصة في نفسي. فقد استشهدت الرسالة بشتى الحجج الدينية البليغة التي تجعل الختان واجبا على المرأة. اثارت الرسالة شجوني بسبب ذلك لأنني تذكرت بأن والدتي وجدتي واختي فضيلة رحمهن الله، سيلقين حسابا عسيرا في الآخرة لأن والدي وجدي رحمهما الله قد اغفلا القيام ـ ككل العراقيين ـ بهذا الواجب.

* يظهر ان موجة من الغيرة والحمية الوطنية قد اجتاحت الانجليز اخيرا بعد سماعهم بما قام به الالمان في برلين باحتفالات كرنفال الجنس الذي ـ كما يشير اسمه ـ انطوى على شتى فعاليات الخلاعة والاباحية، لكن الانجليز الذين ما زالوا يعتزون بانتصارهم على الالمان في الحرب، شق عليهم ذلك، ان يروا خصومهم يفوتونهم في هذا اليوم، فقرروا على عجل تخصيص يوم في السنة باسم اليوم الوطني للجنس.

تعجبني هنا روح الوطنية البريطانية في كلمة «اليوم الوطني». ذكرت ذلك لأحد الاخوان فقال مستغربا: يوم في السنة للجنس؟ كنت اتوقع من الانجليز ان يخصصوا يوما في السنة للعفة والبراءة.