لا فرحنا بزواجك ولا أسفنا لطلاقك!

TT

التاريخ لم يقل لنا كم عدد اللائي قلن: نعم. فهن بالمليارات. ولكن ذكر لنا عدد اللائي قلن: لا.. فهن بالمئات. وأشهرهن جميعاً: شولا ميت التي جاءت في التوراة في سفر «نشيد الإنشاد»، وزوجة معاوية بن أبي سفيان وأم يزيد: ميسون..

أما سفر «نشيد الإنشاد» فهو من اجمل وأرق ما جاء في الكتاب المقدس. ويقال انه ليس كتاباً مقدساً. ففي هذا الكتاب لم يذكر اسم الله. ويقال انها ابتهالات وحوارات في محبة الله.. ويقال انها أغنيات شعبية كانت تقال في الأفراح والليالي الملاح. ويقال انها من نظم الملك سليمان ويقال انها فولكلور وهي تضم ثمانية أسفار و117 عبارة جميلة..

وهي غنائيات أو بكائيات لفتاة راعية غنم اسمها شولا ميت تتغنى بحبيبها وتطلب من بنات اورشليم إن وجدن حبيبها ان يترفقن به. إن وجدوه نائماً ألا يوقظنه حتى يصحو عندما يشاء.. وتتغنى بشفتي حبيبها وشعره وصدره وصوته وعطره وساقيه وذراعيه وعينيه وتطلب من الناس ان يقلن له أنها مريضة حباً. وتقول ايضاً: حبيبي كله مشتهيات. وتقول: كل ما فيك حبيبي يا حبيبي.

أما شولا ميت هذه فيقال ان الملك سليمان ضمها الى حريمه ولكنها تريد حبيبها الراعي. لا الملك ولا عرش الملك وإنما حبيبها والاغنام والحبال وحقول السوسن كما جاء في سفر «نشيد الأنشاد».

أما ميسون فهي من قبيلة شهيرة وكانت جميلة. وأعجب بها معاوية. وبنى لها قصراً وخدماً وحشماً وذهباً وحريراً وأزهاراً وطيوراً.. وفي يوم سمعها تقول:

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحب إلي من قصر منيف

ولبس عباءة وتقر عيني

أحب من لبس الشفوف

وأكل كسرة في كسر بيتي

أحب إلي من أكل الرغيف

وأصوات الرياح لكل فج

أحب إلي من نقر الدفوف

فتضايق معاوية بن أبي سفيان وقال لها: كنت فبنت ـ أي كنت زوجة فأنت طالق. فقالت: لا سعدنا عندما كنا ولا أسفنا حينما بنا!