عباقرة وشواذ جنسياً!

TT

دفاع حار عن الشذوذ الجنسي ـ هذا بحث لعالم رزين ممتع أيضاً. هذا العالم هو دزموند موريس (80 سنة) الذي ألف كتباً بديعة عن سلوك الحيوان. واستعان بالحيوان على فهم الإنسان لأن الإنسان حيوان أيضاً.

وأنا أدعي أن كل مؤلفات هذا الباحث عندي. وهي عن القرد والكلب والباندا.. ثم دراسة لكل اللغات الحيوانية.. حركة اليدين والأصابع والأذن والأنف والعينين والحاجبين.

وهو لا يقل جمالا وعمقا عن مسلسلات العالم البريطاني أتنبرو بصوته الودود. أخيراً التفت دزموند موريس إلى الذين عندهم شذوذ جنسي. وخرج بنظرية بأن الإنسان لا يولد شاذاً وإنما يصير شاذاً. والنظرية السائدة أن الشذوذ الجنسي خلقي، بكسر الخاء وليس بضمها. فكما أن الإنسان يولد بأن يستخدم يده اليسرى بدلا من اليمنى فكذلك الشذوذ. ولكن دزموند موريس يرى أن الشذوذ خلقي بضم الخاء – أي تجعله الظروف كذلك، وخصوصاً علاقته بالأم.. فإذا صار شاذاً ارتد إلى الطفولة ولعب الطفولة وخيال الطفولة ورغبة قوية جداً في أن يكون أقوى وأعظم من الأسوياء..

وفي كتابه «الرجل عارياً» يستعرض كل ذلك. وقد صدر له قبل ذلك كتابان «القرد عارياً» و«المرأة عارية».

ويضرب أمثلة للعباقرة الشواذ: سقراط ودافنشي وتشايكوفسكي وأوسكار وايلد ولورانس العرب.

وممكن أن يضاف إليهم من الفرنسيين اندريه جيد وجان جينيه.. ومن العرب فلان وعلان من الشعراء والأدباء والساسة.

ولكن هناك عباقرة أعظم وأروع وليسوا شواذاً، مثل عباقرة فحول جنسياً مثل بيكاسو وبلزاك وجيته وهوجو..

والشاذ جنسياً ـ في رأي دزموند موريس ـ أنه ولد متحدياً.. يريد أن يكون أعظم، تماماً كالمتفوقين من الزنوج يريدون أن يحطموا سجن اللون، ولذلك فهم يتفوقون في الرياضة عن البيض. وهذا التفوق يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل وأحسن. وأن ذلك راجع إلى عبقرية فيهم وليس إلى تفضل من البيض..

ويوم اعتقلت السلطات الفرنسية الأديب جان جينيه ـ وهو شاذ ولص باعترافه ـ قامت مظاهرات من الأسوياء العظماء تطالب بحريته، أي أنهم موافقون على شذوذه! وساخطون على عقابه؛ لأن تفوقه في الأدب أكبر من شذوذه الجنسي ـ وهي نظرية، ولذلك عليها خلافات كثيرة!