العراق: ثمة مشكلة للجنرال بترايوس

TT

ثمة مشكلة لدى الجنرال ديفيد بترايوس وهو يفكر في تقديم تقريره التالي أمام الكونغرس بشأن مهمة الولايات المتحدة في العراق. استراتيجية زيادة القوات حققت نجاحا في خفض مستوى العنف في العراق على نحو دفع بعض المسؤولين في الكونغرس ووزارة الخارجية ووسط أعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي للتفكير في مدى قدرة بترايوس على تسريع جدوله الزمني الخاص بسحب القوات الاميركية من العراق.

الأمر الواضح من واقع الأحاديث التي تدور في بغداد هو ان العام المقبل سيكون عام تحول في العراق. فالنجاح العسكري الذي تحقق في الآونة الأخيرة أكد الحاجة الى المصالحة الوطنية بين الفصائل العراقية. الدبلوماسيون الاميركيون يعكفون الآن على إعداد استراتيجية خاصة بهم على ان يبدأ العمل بها اعتبارا من الشهر المقبل بغرض دفع الحكومة العراقية الى إجازة تشريع حول الإصلاحات وتحمل المزيد من المسؤوليات من أجل مستقبل البلاد.

وكان الجنرال بترايوس قد لخص الوضع الايجابي على الصعيد الأمني في لقاء أجري معه، وصف خلاله تفاصيل التحسن الكبير في الأوضاع لدى تطبيق استراتيجية زيادة القوات الاميركية في العراق.

قال الجنرال بترايوس ايضا إن مستوى العنف في العراق تراجع بنسبة 60 بالمائة، سواء كان ذلك فيما يتعلق بعدد الهجمات أو الخسائر في صفوف القوات الاميركية والمدنيين العراقيين. وحتى في محافظة الأنبار تراجع عدد الهجمات من 1350 في أكتوبر 2006 الى أقل من 100 هجمة في الشهر، وفي الأسبوع الماضي لم يتعد عدد الهجمات 12 فقط.

وبتحفيز من البنتاغون يعد بترايوس خطط معارك لعام 2008 اعتمادا على ثلاثة سيناريوهات: مزيد من التحسن، واستمرار الوضع الراهن، والتراجع. وقد يؤدي التحسن الى تسريع الجدول الزمني للانسحاب. وقد يعني التراجع إعادة وحدات قتالية كانت قد سحبت. وقال أوديرنو انه فقط في حال وجود «زخم قوي باتجاه الاستقرار فمن المحتمل ان نكون قادرين على تقليص القوات بمعدل أسرع».

وفي يناير ستدعو واشنطن أيضا العراقيين الى التفاوض والتوصل الى «اتفاق شراكة استراتيجية» جديد ليحل محل تفويض الامم المتحدة الحالي للقوات الأميركية ابتداء من عام 2009. وسيطالب ديفيد ساترفيلد، منسق رايس الخاص لشؤون العراق، بغداد بتحديد فريق تفاوض يمثل كل الأطراف والوزارات في البلاد. وسيكون الاتفاق الجديد حساسا لكلا الجانبين طالما انه سيغطي كل شيء من احتجاز السجناء العراقيين الى حقوق الولايات المتحدة المستقبلية المتعلقة بوجودها، حتى عمليات القوات الخاصة ضد ارهابيي «القاعدة». ويوضح مسؤول رفيع في ادارة بوش قائلا انه «ستكون هناك قواعد جديدة للعبة. لا بد ان يحصل هذا، اذ لا يمكن ان يكون ذلك مسألة عادية».

ويعترف مسؤولون أميركيون بأن هناك توترا بين الهدف السياسي للسيادة العراقية الكاملة ورغبة الجيش في الحفاظ على الأمن. وهذا التعارض قائم حاليا في مناقشات ما وراء الكواليس بشأن مستويات القوات بين بترايوس والأدميرال ويليام فالون قائد القيادة الوسطى. وستبرز هذه القضايا في مارس المقبل عندما يقدم بترايوس تقريره المقبل عن التقدم المتحقق الى الكونغرس.

وأيا كان عدد القوات الأميركية فإن ما يلوح في العراق هو عملية تتسم بالفوضى بشأن ترتيب الهيمنة السياسية في مختلف انحاء البلاد. واذ تحدث هذه الصراعات على السلطة في النجف والناصرية وكركوك والبصرة ومدن أخرى يحاول المستشارون الاميركيون التوصل الى تسويات سلمية.

* خدمة «كتاب واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»