يصلح العطار ما أفسده الدهر!

TT

أكثر العمليات الجراحية رواجاً هي تجميل الوجه والبطن..

شد الوجه ليصبح غير معبر.. وأحياناً يؤدي إلى انحراف العينين لتصبح صينيتين. والعنق والنهدان والبطن.. بالحذف أو الإضافة وهي تجارة مربحة..

كنت في باريس. قابلت فنانة مصرية معروفة. وبعد يوم واحد عرفت أنها غادرت الفندق. وقيل عادت إلى مصر. غير معقول!

وعرفت أنها عادت إلى مصر بعد شهر. ولما رأيتها عرفت السببَ. وكان السبب واضحاً تماماً في الوجنتين والشفتين والعنق. فقد أجرت عدداً من عمليات التجميل الناجحة إلا قليلا.. فالوجه كأنه من الخزف.. والشفتان امتلأتا ولا بد أن النهدين أيضاً. ولكن العيب فيها وعشرات غيرها أنها لم تعد قادرة على الكلام بملامح وجهها.

وإذا نظرت إلى الجميلات سوف تجد أن العيون المستديرة أصبحت صينية أو يابانية لأن الطبيب سحب البشرة إلى الخلف.. أما الوجنتان فقد قام بحشوهما بمواد قيل إنها غير ضارة. وثبت ضررُها لعدد من الفنانات. وكانت السبب في الوفاة أيضاً.

أما شفط البطن فقد حدث كثيراً، ولكن بعد وقت قصير عاد البطن يمتلئ بالشحم..

والرجال أيضاً، ممثلين وغير ممثلين، أصبح شيئاً عادياً أن تبدو (شاباً). فقط أن تبدو!

وبعض الفنانات عندهن الشجاعة في أن يعترفن بأنهن تجملن جراحياً. والتجميل مثل استخدام الأبيض والأحمر.. مسألة عادية. والهدف هو إطالة العمر الفني على الشاشة.

وكان أسلافنا يرون أن التصابي واستعادة الشباب الظاهري هما المستحيل. كان ذلك في الماضي. أما الآن فلا. قال الشاعر:

عجوز تمنت أن تكون صبية

وقد يبس الجنبان واحدودب الظهرُ

تدس إلى العطار سلعة بيتها

وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!

نعم يصلح ويجعله أحسن مما صنع الدهر.. والثمن فادح من الفلوس والصحة!