نوم الكلاب: أمل حياتي!

TT

نحن الـ480 مليون نسمة نقتني كلاباً. ونقوم بإطعامها وعلاجها وتدليلها. هي سعيدة ونحن أيضاً. وتقوم هذه الكلاب بتربيتنا هي تعلمنا الصبر عليها والرحمة بها. إذا مرضت ذهبنا الى الأطباء ووقفنا في الطابور وإذا طال شعرها أو طالت أظافرها وإذا فيها برغوث لا بد من الطابور. ونتساءل نحن أصحاب الكلاب عن أخبار الحقن السنوية وعن تساقط الشعر، وإن كان الطعام الفلاني ضاراً أو الدواء العلاني..

واذكر أنني كنت في زيارة سفيرنا في الفلبين عندما انفتح الباب وجاءت السكرتيرة منزعجة، وهمست في اذن السفير وظهرت الدهشة على وجهه ونهض متجهاً إلى الباب. فطلب مني السفير أن أجلس لكي أرى وأسمع عجباً. إنه ضابط في البحرية الأمريكية يريد مقابلة السفير لأمر مهم. فقد اشترى كلباً من بورسعيد. وهو يريد أن يعرف كم عمر هذا الكلب المصري، وكم ارتفاعه وكم سرعته وما هو الوزن المثالي له. والسفير لا يعرف أي شيء عن خصائص الكلاب المصرية أكثر من أنها ضالة في الشوارع، وتطوعت وذكرت له أسماء وعناوين أطباء وهميين ليتصل بهم. فقد أوهمت الضابط أنني مثله مهتم جداً بالكلاب المصرية!

وعذرت الضابط فأنا ايضاً ظللت أبحث عن أصل الكلب الذي عندي. إنه آسيوي.. وهو الكلب الوحيد في العالم الذي له لثة سوداء. وهو طعام لذيذ عند الشعب الياباني..

وفي يوم خطب الرئيس السادات والتفت الى الذين أثاروا الجماهير واحدثوا فتنة فقال: ماذا كسبوا إنهم الآن في السجون ينامون نومة الكلاب!

وقلت للرئيس: والله يا ريس نومة الكلاب هذه هي أمل حياتي وانزعج الرجل. وشرحت له كيف أن الكلب ينام بعد لحظة واحدة من استقراره في أي مكان.. في المقعد في السرير في الأرض وينام على أي جانب. ويتكوم وينام. ويضع رأسه بين رجليه وينام. ويضع رجليه حول رأسه وينام ويحلم وينتفض. ويظل على هذه الحال عشرين ساعة!

بصراحة: أحب كلبي واحقد عليه!