لا ندري في أي اتجاه نسير

TT

ليس غريبا، بل لا يوجد لنا خيار، سوى ان نعيش على قراءات الحظ والأبراج وتوقعات المحللين، فمعظم ما يحدث من صدف الحياة او من مضاعفات الاحداث. لا ندري من وكيف والى أين ستقودنا الايام. في مفكرة العام المقبل نعرف مواعيد المناسبات والمؤتمرات من مؤتمر المناخ الثاني، الى يوم المعلم، ويوم القضاء على الفقر، والمؤتمر السادس لحقوق الانسان في سويسرا، والمؤتمر الثاني لتحكيم الانترنت، التي لا تضيف كثيرا الى معلوماتنا.

لكننا ندخل العام الجديد على أمل كبير في قضايا رئيسية، اولها حل اهم القضايا وأقدمها، النزاع العربي الاسرائيلي. ولو ان المجتمع العربي، ولا اقول الدولي، ركز انتباهه على قضية واحدة وسعى بجهده لحسمها لما استعصى عليه فعل ذلك. صحيح انه عام الضعفاء فالرئيس الاميركي في سنته الأخيرة التي تجعله اقدر على المنح والمنع، وكذلك الحال عليه في اسرائيل التي يتوقع ان تكون في اتون معارك انتخابية شرسة وكل طرف مستعد للتخريب على الآخر، كما ان المعسكر الفلسطيني تهدد «حماس» بأن تعطى كرسي او ستفسد الحفلة، وكما قال رئيسها الفعلي خالد مشعل من دمشق «لا سلام بدوننا»، حتى لو كان على حساب الانسان الفلسطيني وحقوقه. مع هذا لا استبعد ان يبرم اتفاق جيد ليبقى على الطاولة في انتظار ان يلتزم بتنفيذه رئيس اميركي منتخب من بعد جورج بوش. بعد ذلك سنبقى رهينة عام آخر ورئيس جديد.

ولو سار عام 2008 كما نشتهي فان بامكان العراقيين اليوم بالفعل انهاء حقبة الفوضى. فالسّنة اكتشفوا ان اعواما من العنف لم تمنحهم شيئا، والحكومات العراقية ايضا وجدت ان اهمال السّنة لم يحقق لها الوحدة الوطنية الضرورية للنجاح. أيضا العراق بلد لا يقارن ببقية دول عربية ضعيفة تحتاج الى المعونات او الدعم الخارجي لتقرر سياستها، بل انه بلد يملك كل المقومات الاقتصادية والبشرية لتحقيق سيادته دون الانحناء لضغوط الغير، بما فيها ايران التي اكتشفت ان التأثير على بغداد امر ليس مضمونا.

اما ايران فإنها نفسها تدخل الاثني عشر شهرا المقبلة في فلك مجهول. فقد وصلت الى نهاية الطريق السلمي، ومع استبعاد فرضية الحرب الا ان احدا لم يقل ان الحرب مستحيلة مما يضطرها الى البقاء في حالة تأهب مرهقة. وستبقى عليها قيود الحصار المالي والتقني والاقتصادي والسياسي الدولي الذي سيضعفها خارجيا وسيزيد من اشكالاتها الداخلية. والخلاف بين القيادات الايرانية بات يصرح به علنا، واعتبرت معظم الدراسات الاخيرة ان الخطر الذي يحدق بإيران هو داخلي لا خارجي، نراه بشكل واضح مع توسع دائرة التذمر.

وبعض دول منطقتنا ستستمر تنعم بمداخيل نفط اضافية ويبقى السؤال: هل لدى أي من دولنا العربية البترولية خطة انفاق رئيسية تبني للمستقبل؟ هذا السؤال يحتاج الى من يعينني على اجابته.

[email protected]