بين «القحطاني» و«مانشستر سيتي» يفتح الله

TT

شغلنا وأشغلنا بخبر مفاوضات لاعب نادي الهلال والمنتخب السعودي وأحسن لاعب في آسيا ياسر القحطاني مع نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، ثم بالنتائج التي آل إليها الأمر بعد خوض اللاعب للتجربة؛ فالقحطاني يصرح بأنه رفض عرضا من النادي الإنجليزي حرصا على مصلحة ناديه الهلال، ولأسباب تتصل ببنود العقد، بينما ينفي المسؤول الإعلامي في نادي مانشستر سيتي «بيتر بيتو» رواية القحطاني، ويؤكد أن ناديه لم يتفاوض مع اللاعب بعد ما خاض تجربة في النادي خلال الأسبوع الماضي، ولم ينل قناعة المدرب أريكسون مما جعل النادي يصرف النظر عن الدخول في مفاوضات مع اللاعب، كما أشار المدرب إلى أن رفضه للاعب السعودي جاء بناء على عدم قناعة فنية.

فلو صدق الإنجليز ـ مكررا لو صدقوا ـ بأنهم هم الذين صرفوا النظر عن التفاوض مع اللاعب القحطاني لعدم قناعة المدرب به فنيا، فإن محاولة إخفاء الحقيقة من اللاعب تعكس مستوى الثقافة الاحترافية بين لاعبينا، ففي عالم الاحتراف الكروي فإن حدوث مثل هذه الأمور أمر طبيعي، فعدم قناعة مدرب بلاعب لا تعني بحال من الأحوال حكما عاما على اللاعب بعدم الصلاحية للاحتراف الخارجي في أندية أخرى، فهي وجهة نظر خاصة لمدرب واحد في عالم كرة القدم الذي يضم آلاف المدربين، ولا يمكن النظر إلى رؤية مدرب مانشستر سيتي بأنها تمثل قناعة كل المدربين.. وعلى القحطاني أن لا ينظر إلى الأمر بذلك القدر من الحساسية، وأن يتعامل مع الأمر بواقعية، وأن يصر على خوض كل التجارب التي تتاح له مستقبلا بعيدا عن مثل هذه الضجة الإعلامية التي رافقت تجربته مع مانشستر سيتي، أما اللجوء إلى التبرير بأنه رفض العرض المقدم له من أجل مصلحة ناديه الهلال، فذلك يدفعنا إلى سؤاله: لماذا خاض التجربة أصلا إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة الهلال؟! مع أنني أرى أن المصلحة في احتراف نجم كبير مثله في أحد الأندية الأوربية تتجاوز مصلحة الهلال إلى مصلحة الكرة السعودية.

ويكفي القحطاني ثقة في النفس أن عدم قناعة مدرب واحد به لا تساوي شيئا أمام قناعة الملايين به.. وسواء جاء الرفض من القحطاني أو من نادي مانشستر سيتي ففي عالم الكرة يصح القول أيضا: «بين البائع والمشتري يفتح الله».

[email protected]