بي نظير بوتو.. بين محب وكاره

TT

يبدو ان عام 2008 سيكون افضل من العام السابق. إلا ان اغتيال بي نظير بوتو، الذي ينذر بانحدار باكستان النووية الى حالة من الفوضى، كان غير مألوف وسط أخبار نهاية العام التي غالبا ما تكون عادية وخالية من التطورات الخطيرة.

نسبة كبيرة من المعلقين والشخصيات المعروفة في الدول المتحدثة باللغة الانجليزية تعرف بي نظير بوتو في هارفارد واوكسفورد او من المحتمل ان يكون بعضهم قد اجرى لقاءات مطولة معها في آخر مرة زاروا فيها كراتشي او روالبندي.

من الواضح ان بي نظير بوتو تنتمي الى نخبة السياسيين الذين يتمتعون باحترام في الغرب لكنهم مكروهون من جانب قسم من مواطنيهم. يدخل ضمن هذه المجموعة شاه ايران الراحل وميخائيل غورباتشوف، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي السوفياتي.

من الواضح اننا نحب أمثال بي نظير بوتو وغورباتشوف فيما مواطنوهم لا يحبونهم. ويأتي موقف هؤلاء المواطنين كرد فعل لتوجهات ومواقف قادتهم، مثل رغبة بوتو في تبني النظام الديمقراطية ولبرلة بلدها. كما ان أي باكستاني يتعاطف مع معتقدات طالبان فيما يتعلق بالنساء لا بد ان يكره بي نظير بوتو تلقائيا. أي روسي يعتبر نفسه امبراطورا روسيا لا بد ان يكون لديه الكثير من الأسباب لكراهية غورباتشوف.

ثمة أسباب أخرى لاحتمال وجود انقسام في المشاعر المحلية والغربية تجاه سياسيين محددين خصوصا عندما تكون لدى هؤلاء صلة بقضايا محلية لا نعرفها او لا نهتم بها او لا نفهمها.

على الرغم من دفاعها القوي عن الديمقراطية على صفحات «واشنطن بوست»، معروف عن بي نظير بوتو في باكستان ايضا تهم الفساد الموجهة اليها وإلى زوجها، ومعروف عنها ايضا تشجيع ظهور ونمو حركة طالبان خلال الفترة التي عملت فيها رئيسة للحكومة. ويرى محللون انها كانت تأمل من وراء ذلك في استخدام النجاح العسكري لحركة طالبان في أفغانستان كأداة في صراع باكستان الطويل الأمد مع الهند. وبالنسبة للكثير من الباكستانيين، حتى الذين لا يؤيدون اغتيالها، ينظرون الى ما ارتكبته بي نظير بوتو كونه اخطاء فظيعة وخطيرة ولا تغتفر.

اذا منحت الخيار، فكنت سأفضل باكستان تقودها بي نظير وليس برويز مشرف. رغم ذلك، فقد كان خطأ توقع الحكومات الغربية الكثير من عودة بي نظير الى باكستان، وكان خطأ ايضا التعويل على قيادتها وتوقع الكثير منها. يجب ايضا ان تتذكر الولايات المتحدة هذه الاعتبارات مستقبلا، خصوصا لدى التفكير في المصير المحتمل لبعض دول الجوار.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ

خاص بـ«الشرق الأوسط»