أ. ش. ق. ر

TT

صعقت عندما قرأت خبراً يقول: إن صاحب عقار ألمانيا سجن بتهمة التجسس على السكان.. وسبب صعقتي، انني اعرف المكان جيداً وسبق لي أن زرت احد المعارف وهو يقطن في ذلك العقار المشؤوم الذي هو عبارة عن شقق مفروشة بها خدمة فندقية ويقع في مدينة (انغولستات) بمقاطعة بافاريا.

واكتشفوا أن المالك كان يبث الكاميرات والميكروفونات في غرف نوم الزبائن، وخصوصاً الحمامات، واستطاع على مدى عشر سنوات مشاهدة تفاصيل حياة السكان وضيوفهم.

وعندما قبضوا على صاحب العقار اعترف بفعلته الشنيعة تلك، وكانت حجته (الإنسانية والمقنعة والمنطقية)، انه كان يريد التأكد فقط من أن السكان يجروّن (السيفونات) صح، وأنهم يشطفون الحمامات وينظفونها. وحمدت ربي أنني لم أزر ذلك الذي أعرفه سوى ثلاث أو أربع مرات، ولا أذكر أنني دخلت الحمام عنده في كل زياراتي سوى مرّة واحدة، لأغسل يدي ـ والله اعلم .

أما ذلك الذي كنت أزوره فسعيد الحظ من يشاهده عندما يكون (حراً طليقاً)، فهو ما شاء الله (كتف وردف) ـ بمعنى انه لو دخل غرفة برأسه فيلزمه خمس دقائق كاملة لتلحق به مؤخرته ـ، فوزنه بدون مبالغة أكثر من وزني مرتيّن ونص.

ومن حسن حظه انه عازب، ومن حسن حظ أي أنثى أنها لم تقترن به. ولا أذكر في زياراتي الثلاث أو الأربع التي التقيته فيها، إلاّ وهو يحدثني عن زواج (المسيار).. فنفَسُ المسكين خضراء فاقع لونها ولكنها لا تسر الناظرين.

وكنت على الدوام أقول له: انت فيك حيل تتحرك حتى (تسيّر)؟!، اترك الموضوع لي وأنا أشوقك وابيّض وجهك.

* * *

في غزوة تبوك، قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (للجد بن قيس) ـ وكان من المنافقين ـ: (هل لك يا جد في قتال بني الأصفر)؟! ـ وهو يقصد قتال الروم. فقال جد: يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني فو الله إني إن رأيت نساء بني الأصفر لا اصبر عنهن. فأعرض عنه الرسول وقال: أذنت لك.

فنزلت فيه الآية الكريمة: «ومنهم من يقول: ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا».

ويبدو لي انه منذ ذلك اليوم حتى الآن ورجال العرب الأشاوس (تتحلحل صواميلهم)، عندما تلوح لهم امرأة شقراء من (بنات بني الأصفر). وما زلت أذكر أغنية لإحدى المطربات كنت اسمعها في عز مراهقتي واسمها «أشقر وشعره ذهب»، بل انها في مقطع منها كانت تفصلها وتؤكد قائلة: (أ. ش. ق. ر)، أشقر وشعره ذهب، وكنت بعدها أطير مثلما يطير العصفور. واليوم بعد (الصبغات) أصبحت الكثير من بنات العرب مثل بنات بني الأصفر.

وأنا أصبحت اليوم وبعد التجربة أكثر عدلاً ولا افرّق بين بنات حواء.. اصفر على أحمر على أزرق على كحلي على اخضر على بنفسجي على وردي على طيني على (بطال على عمال)، فكله (عند العرب صابون). المهم أن تكون المرأة التي تعرض نفسها عليّ «رايقة» وتلبس في رجلها اليسرى خلخالاً ـ على شرط أن يكون (مدندشاً) ـ، ساعتها أقسم بالله إنني سوف أتحول إلى قط أليف يموء ويهز ذيله.

[email protected]