هل يتطلب الانسحاب من العراق 6 أعوام أخرى؟

TT

أصبح الجيش الأميركي أكثر تفاؤلا حول العراق، لكن بينما تدفع الأغلبية في بلادنا باتجاه الانسحاب، فإن أغلبية أفراد القوات العسكرية تعتقد أن ذلك سيتطلب ستة أعوام أخرى قبل وصول الولايات المتحدة إلى تحقيق أهدافها، حسبما كشف استطلاع اجرته مجلة «ميليتاري تايمز».

وفي الاستطلاع الذي شارك به 5000 شخص مساهم في شراء المجلة الأسبوعية والعاملين في قطاعات مختلفة من القوات المسلحة، اتضح أن 62% منهم عبروا عن قدر من التفاؤل حول النجاح في العراق، وهذا بزيادة واضحة عن السنة الماضية عندما بلغت النسبة 50%، لكن ذلك أقل مما كانت عليه نسبة المتوقعين للنجاح في عام 2004، التي بلغت 83%.

ما الذي كان وراء هذا التغيير؟ أظن أن هناك جملة تحولات ساهمت في النتيجة الجديدة، منها التغيــــير الذي طرأ على قيــادة البنتــاغون وزيادة عدد القوات في العراق والثقة المطمئنة التي عكسها ديفيد بترايوس، بل حتى الحقائق على الأرض. وكل من هذه العوامل ساهمت في التحول الذي طرأ على الرأي العام لا على العسكريين فقط، بل على الجمهور بشكل عام.

فحسب استطلاع الرأي الذي اجرته «واشنطن بوست» ومحطة «أيه بي سي نيوز» التلفزيونية في ديسمبر الماضي، اتضح أن 41% من المشاركين قالوا إن الولايات المتحدة تحقق تقدما كبيرا في إعادة النظام داخل العراق، وهذه النتيجة أعلى مما كانت عليه في ديسمبر 2006، حيث بلغت 31%، وأقل بقليل مما كانت عليه في عام 2004 عندما بلغت 44%.

المسألة ليست ان الكل الآن يرى ان الغزو كان فكرة صائبة، أو انه يؤيد استمرار الحرب. فقــد أشارت نتائج الاستطلاع الذي أجرته «ميليتاري تايمز»، إلى ان 46% من الذين استطلعت آراؤهم يؤيدون شن الولايات المتحدة للحرب، مقارنة بنسبة 41% في العام السابق و60% عام 2004. ثمة انقسام أيضا وسط أفراد القوات الاميركية إزاء تعامل الرئيس بوش ـ قائدهم العام ـ مع الوضع في العراق، إذ تتفق نسبة 40% منهم مع الطريقة التي يدير بها الرئيس بوش الأوضاع في العراق، مقابل نسبة 38% من المعارضين لها. ويلاحظ هنا ان هذه النسبة أفضل حاليا مما كانت عليه العام السابق (35%-40%)، لكنها اقل بكثير مما كانت عليه عام 2004 (63% مقابل 20%).

يلاحظ أيضا ان الشعور بالخطر المحدق لم يعد موجودا، ذلك ان النجاح العسكري فتح الطريق أمام حوار أكثر انفتاحا، حول ما يجب فعله في الخطوة المقبلة.

هناك تتباين وجهة النظر العسكرية مع موقف الرأي العام، إذ طبقا لنتائج الاستطلاع المشار إليه ترى نسبة 63% من أفراد القوات الاميركية ضرورة بقاء الولايات المتحدة في العراق لفترة ست سنوات أخرى، لتحقيق الأهداف المطلوبة مقارنة بنسبة 53% في الشارع الاميركي تريد خروج الولايات المتحدة من العراق.

ما يمكن قوله هنا هو انني أرى ان الرأي العام لا يعتقد بان هذه القضية تستحق التكلفة والتضحيات التي قدمت. إلا ان العسكريين إذا رأوا انه لا بد من توفير المزيد من الوقت، وانه يمكن كسب الحرب، فإن ذلك قد يصبح مصدر خلاف ونزاع هائل وسط المجتمع الاميركي لدى وصول رئيس جديد إلى البيت الأبيض.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»