أزنافور أسعد الملايين في مصر!

TT

لن يسعدني الحظ فاستمع الى الموسيقار المطرب الأديب الأرمني الفرنسي أزنافور. فقد سمعته أول مرة في أحد فنادق القاهرة. وسألته ما هي الوصايا العشر للأغنية؟ فأجاب بسرعة أن تكون الكلمات جميلة، أن يكون المطرب قد استوفى الشروط الضرورية للغناء. والباقي سهل.

فسألته وما شروط الغناء. قال: الغناء هو فن تنظيم التنفس. فالمطرب البارع هو الذي يتحكم في التنفس بحيث لا يجعلنا نسمعه وهو يتنفس ويجب ألا ينفد الهواء في صدره فجأة أو قبل نهاية الجملة.

فعلاً، فالشيخ محمد رفعت يستطيع ان يقرأ سورة من قصار السور في القرآن الكريم في نفس واحد.. ثم إننا لا نسمع أم كلثوم ولا عبد الحليم ولا عبد الوهاب وهو يتنفس. بينما نسمع الآن صوت المطربين الشبان وهم يلهثون. والسبب أنهم يرهقون أنفسهم في أشياء كثيرة ليس من بينها التدريب على الغناء بدرجة كافية.. وأنهم لا يريحون أبدانهم وحناجرهم..

وقال لي ازنافور: انهم في معاهد الموسيقى يغوصون تحت الماء ويتدربون على احتباس النفس أطول فترة ممكنة..

وقد غنى أزنافور في أوبرا القاهرة حيث ثمن التذكرة ألفان من الجنيهات وفي السوق السوداء تصل الى خمسة آلاف. أما في الاسكندرية فهي حفلة مجانية.. هدية منه لعشاق ازنافور..

وقد وضع أزنافور شروطاً فنية قبل أن يصل إلى القاهرة: اتساع المسرح والاضاءة والصوت والصدى وأنواع الميكروفونات وبعض الآلات الموسيقية التي ليست في القاهرة وقد أتى بها..

وسوف تغني ابنته الوحيدة أيضاً. وهي زوجة لشاب جزائري مسلم يعمل مهندساً في فرقة ازنافور..

وأزنافور قد اصدر أخيراً مجموعة من القصص القصيرة.. لم أرها بعد. وهو من أسرة فنية فقيرة.. أبوه يغني وأمه أيضاً. وقد هاجرا من أرمينيا مروراً بفرنسا في طريقهما الى أمريكا. واثناء بقائهم في فرنسا ولد شارل أزنافور يان وهو من أحب المطربين الكلاسيكيين للرئيس ساركوزي..

ودليلاً على اتساع الصدر وقوة التنفس والصحة غنى ازنافور 25 أغنية في (خيط واحد) كما يقول المثل الشعبي في مصر.. أي حفلة واحدة.

هنيئاً لمحبي الفن الراقي والطرب الجميل بما سمعوه من ازنافور!