سياسة ولكن ليست في الكتب!

TT

في الندوة الثقافية للسفير السعودي في القاهرة هشام ناظر، كان التساؤل عن استعانة الرئيس السادات بالسيد حسن التهامي. وذهابه إلى المغرب واتصاله بموسى ديان الذي تنكر في ملابس سيدة. وقيامه برحلات أخرى عربية. فلماذا؟ فقلت إن السادات كان يعتمد كثيراً على القنوات غير الرسمية وعلى أشخاص لا في وزارة الخارجية، ولا في أي جهاز آخر. وأنا كنت واحداً من هؤلاء. فقد كان يجيء استاذ في إحدى الجامعات الأمريكية ليعرض مشروعاً اقتصادياً. ويطلب مقابلة السادات فأقابله وأعرف منه أنه جاء لأسباب سياسية.. وفي إحدى المرات جاءت سيدة من استراليا تعرض علينا مشروعاً جديداً لزيادة حاصلات القمح والأرز. والمشروع بديع. وهي جادة. ولكن أثناء الحديث مع الرئيس عرضت عليه الموضوع السياسي التي أوفدت من أجله..

وكان ساسة اسرائيل يعتمدون أيضاً على شخصيات غير معروفة لدى الأحزاب السياسية في اسرائيل، ومن كل الجنسيات.

وأذكر أن أستاذا في إحدى الجامعات الأمريكية أجرى أو على الأصح أجرينا عشر مكالمات تيلفونية بين شمعون بيريز رئيس اسرائيل الآن.. فكنت أحدث الرئيس السادات وهو يحدث بيريز. وأنقل ما قاله بيريز وأنقل رد السادات. هذا الأستاذ الذي كلفه حزب العمل أو رئيس حزب العمل، لم أره بعد ذلك لا في مصر ولا في إسرائيل!

وكان يطلب مني الرئيس السادات أن استدعي سفيرنا في إسرائيل السيد سعد مرتضى. فيجيء فوراً ويقابل الرئيس ويعود إلى إسرائيل من دون أن يخطر وزير الخارجية لماذا جاء وبأي شيء ذهب إلى اسرائيل. وكان وزير الخارجية يشكو. وقد نقلت الى الرئيس هذه الشكوى. ولكن السادات يرى أن الطرق الدبلوماسية الاكاديمية لا تحقق أي نجاح.. وقد ألغى الرؤساء مهمة وزارة الخارجية فهم يقومون بكل العمل، ويفاجأ وزير الخارجية والسفير بمهمة رئيس الدولة التي اتسعت وشملت الداخلية والخارجية ورياسة الوزراء وكل الوزارات الأخرى!

وقد جاءتني قارئة كف. فقلت لها إن الرئيس لا يؤمن بقراءة الكف.. فقالت: هذه المرة مختلفة، وهو يعلم بوجودها في مصر ويريد أن يراها. وعرفت أنه هو الذي سرب خبر إنها قارئة كف.. وفي الحقيقة كانت موفدة من أحد الزعماء في اسرائيل يعرض قضية مهمة..

وأنا كنت أسافر بصفات مختلفة. والهدف واحد لا يعرفه لا الوزير ولا رئيس الوزراء!