مسرحية إيرانية

TT

الصور لا تقاوم، ولذا فلم يحتج الأمر الى وقت طويل قبل ان يصدر البنتاغون شريط فيديو للتحرش الإيراني بالسفن البحرية الأميركية يوم الأحد الماضي. وشاهدنا القوارب السريعة تنطلق نحو السفن الأميركية الضخمة وحجمها الذي يقدم فكرة خاطئة عن قدرتها على القيام بعملية انتحارية.

ومن الواضح أن الإيرانيين كانوا يقدمون مسرحية: فالمواجهة التي استمرت 30 دقيقة مرتبة وتضمنت رجلا يتحدث الانجليزية بلكنة واضحة عبر الراديو «سأحضر اليكم. ستنفجرون بعد (غير مسموع) دقائق».

وقبل الكشف عن الشريط، نفى المسؤولون الايرانيون «وقوع أي احتكاك». وأصر المسؤولون الإيرانيون بمن فيهم وزير الخارجية على عدم بث أي رسالة تهديدية».

وقد اظهر الضباط الاميركيون في الأسطول في شريط الفيديو قدرة مميزة على السيطرة على الموقف، وظلوا حذرين ولكن بدون المساهمة في أي تصعيد.

وذكرت مصادر مطلعة ان السفن قادرة على الدفاع عن نفسها بقوة قاتلة لو ان القوارب الإيرانية اقتربت أكثر. وقد تحدثت مع عدد من المراقبين العسكريين ـ سواء في البنتاغون أو بين الصحافيين الذين يغطون أخبار البنتاغون ـ وشارك معظمهم وجهة نظري بأن الأسطول حائر كما هو غاضب بخصوص الواقعة.

وبالمقارنة بالحرفية والسيطرة العسكرية فإن إدارة بوش لم تضع وقتا في اللجوء الى أساليبها التقليدية في التعامل مع هذه الأشياء. ووصف بوش الحادث بأنه «عمل استفزازي وموقف صعب». واستمرت كوندوليزا رايس في الإشارة الى التهديدات الإيرانية، وقالت مدافعة إن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها ومصالح حلفائها، وترى أيضا أن إيران تشكل الخطر الأكبر على الشرق الأوسط، فهي، كما قالت، تدعم الإرهاب في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية ولها طموحات نووية.

حادثة يوم الأحد ستظهر من دون شك مرة أخرى خلال زيارة بوش لمنطقة الشرق الأوسط والخليج. وعلى الرغم من أن زيارة بوش تهدف في الأساس الى ترقية فرص السلام العربي ـ الإسرائيلي، فإن جزءا من جدول الأعمال لا يخلو من هاجس إدارة بوش بشأن إيران ورغبتها في تعبئة حكومات المنطقة ضد طهران.

وحيث أنه من المحتمل أن طهران كانت تحاول يوم الأحد تذكير دول المنطقة، بمقدرتها على إرباكها, فإنها لم تكن تود الدخول في معركة مع الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»