يلاحق الأحداث قبل أن تطارده!

TT

شهدت مؤتمراً صحفياً للرئيس الفرنسي ساركوزي. أعجبني الرجل، أنا لا أتحدث عن ذوقه النسائي، وإنما عن معالجته للقضايا السياسية الصعبة، وعن حواره مع الصحفيين، وعتابه على أنهم حددوا موعداً لزواجه للمرة الثالثة، وقال إن تحديد الموعد مسألة شخصية وسوف يعرفون ذلك في حينه.

طبيعي أن يكون شاباَ في غاية النضارة والحيوية. لونه وردي وأسنانه بيضاء. وبياض عينيه ناصع تماماً. ولا بد أن يكون رجلا موهوبا، لكي يختاره الشعب الفرنسي، مؤكداً حضوره في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا.

وقد كانت الأسئلة الموجهة إليه دقيقة ومحرجة. ولكنه لم يبذل جهداً كبيراً في الرد عليها وتفنيدها والسخرية من بعض المعاني متجاوباً مع الصحفيين الذين سبقوه إلى الضحك!

طبيعي أن يستمد الشعب الأمل من مكانة الأقوياء الواثقين من كل خطوة ومن أية ريح من الشرق أو من الغرب..

وتساءل: كيف لا أساعد مصر وليبيا والسودان ولا أخجل من أنني حاولت مع سورية ولم أفلح..

وأذكر مؤتمراً صحفياً للرئيس السابق ميتران. فالذي يلفت الأذن الى ميتران جمال العبارة وذكاء الانتقال من فكرة إلى فكرة. أما ساركوزي فصوته مليء وألفاظه واضحة وأداؤه سريع وذكاؤه مقنع. وقد انتقده الصحفيون في سفرياته الكثيرة. ولكنه رد عليهم بأنه يعمل ويلاحق الأحداث في مهدها قبل أن تتكاثر عليه وتسد الطريق إلى حلها..

وقد استنكر الصحفيون أنفسهم ما كتبته إحدى الصحف الفرنسية من أن الرئيس ساركوزي يتنقل بين أهرامات الجيزة والبتراء في الأردن مع صديقته ويحمل ابنها على كتفيه. ولم يشأ أن يرد على ذلك لأنها حرية شخصية ومسألة عائلية. وقد قال في المؤتمر الصحفي إن علاقته بعارضة الأزياء والمطربة كارلا بروني جادة. ولم يكن في حاجة الى ذلك, فالفرنسيون أكثر الشعوب احتراماً للحرية الشخصية ـ حريتهم وحريته هو أيضاً!