هل نحن مستعدون لتترأسنا امرأة ؟

TT

تغير الزمن منذ ان انتخبتُ لأول مرة حاكمة لولاية فيرمونت عام 1984. عندما دخلت المكتب التنفيذي صباح اليوم التالي للانتخابات ألقيت نظرة على صور حكام تبدو عليهم الكآبة ويحملون أسماء مثل إيبينزر وإيراستوس وإيزرا. كانت الصور تبدو وكأنهم يحملقون باتجاهي وهم يقولون: «ماذا تفعلين هنا؟» عندما زارت ميليسا كامبل، ابنة التسع سنوات، مقر إدارة الولاية عام 2006 ورأت صورتي قالت معلقة: «أخيرا امرأة ـ انه الوقت المناسب!».

ترى، هل حان الوقت كي تتولى رئاسة الولايات المتحدة امرأة؟ وهل نحن مستعدون لذلك؟

الإجابة، في نظري، هي ان بعض أجزاء الولايات المتحدة أكثر استعدادا من غيرها. واعتقد ان الأمر يتعلق بعدد النساء اللائي جرى انتخابهن لمواقع مهمة في هذه الولايات.

خلال عملي في بحث يتعلق بكتابي المقبل توصلت إلى ان نتيجة تتلخص في انه كلما كان هناك عدد أكبر من النساء في مختلف المواقع فإن هذا العدد سيزداد. فالولايات التي لديها نائبتان في مجلس الشيوخ ـ واشنطن وكاليفورنيا وماين ـ لديها أيضا عدد كبير من النساء كممثلات في الكونغرس فضلا عن نسبة كبيرة من النساء في المجالس التشريعية على مستوى الولاية، كما تتفوق واشنطن لأن موقع الحاكم تتولاه امرأة. هؤلاء النساء المنتخبات يمثلن قدوة ونموذجا للنساء الأخريات اللائي ينظرن إليهن ويسألن أنفسهن: لم لا؟

كل من يخوض تجربة الحملة الانتخابية، رجالا كانوا أم نساء، لا بد ان تكون لهم طموحاتهم. ولكن، هل يُنظر للمرأة كونها تسعى للسلطة؟ السلطة مفردة متفجرة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمرأة. إنها واحدة من السهام التي صوبت نحو هيلاري كلينتون. النساء، كما يعتقد البعض، لا يفترض ان يكن راغبات في السلطة. ويبدو ان النساء خلال الساعات الأخيرة في سباق نيوهامبشاير قد أدركن الأمر على نحو مفاجئ: التنافس على الرئاسة لدى النساء يختلف عما هو عليه لدى الرجال. اصبح الفارق واضحا عندما تهدج صوت هيلاري كلينتون وأبدت مشاعر عميقة عند لقائها مجموعة من النساء وهو لقاء نسائي صرف تحدثت وتصرفت فيه بصورة تلقائية تماما. وقال عدد من النساء اللائي تحدثت معهن عقب ذلك اللقاء انهن ضقن ذرعا من تعرض هيلاري كلينتون للهجوم وأكدن أيضا انهن لسن على استعداد للتفريط في فرصة إمكانية انتخاب امرأة رئيسة للولايات المتحدة.

هل ستواصل النساء الإقبال على تأييد هيلاري كلينتون بأعداد كبيرة عندما تصل حملة السباق الرئاسي إلى نيفادا وساوث كارولاينا وغيرها من الولايات؟ الأمر سيكون صعبا عليها في ساوث كارولاينا، التي لا تتعدى نسبة ممثلاتها في الهيئة التشريعية 8.8 بالمائة. يضاف إلى ذلك انه لا توجد رموز نسائية يمكن اعتبارها نموذجا لحث النساء على التصويت، فضلا عن مفهوم ان المرأة في بعض هذه المناطق مكانها البيت لا يزال موجودا لدى البعض.

ربما يكون الحال في نيفادا وفلوريدا أفضل حالا. فنسبة مشاركة النساء في المواقع الرسمية في كل من نيفادا وفلوريدا 30.2 بالمائة و23.1 بالمائة بالترتيب. ويبقى القول ان نيوهامبشاير على استعداد لانتخاب امرأة في منصب الرئاسة. اما في بقية الولايات، فيجب ان ننتظر لنعرف الإجابة.

* عضو الحزب الديمقراطي

وسفيرة سابقة لأميركا لدى سويسرا.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ

خاص بـ«الشرق الأوسط»