عندما تكون للرقص الشرقي قواعد!

TT

لا توجد فتاة مصرية لا تعرف كيف ترقص. فهو من التقاليد المصرية. ولم أقرأ إلا كتاباً واحداً عن الرقص الشرقي من تأليف الراقصة المصرية الأرمنية نيللي مظلوم. كتبته بالإنجليزية وطبعته في تركيا التي قررت أن تعيش فيها ـ ولا أعرف إن كانت من الأحياء..

وهي تحدثنا عن تجربتها في الرقص الشرقي. ورأيت مدرسة لتعليم الرقص الشرقي في مدينة فرانكفورت الألمانية.. ورأيت البنات يدرسن ويذاكرن وفي منتهى الجدية. فالرقص عند الألمان والروس ليس ارتجالا. فقد اعتادوا على تقنين كل شيء. ولذلك عندما نرى الراقصة الروسية أو الألمانية، فإننا نقول إنها جافة أي لا تتثنى وتتكسر ذهاباً وإياباً.. لأن الرقص الشرقي ليست له قواعد عندنا. وإنما هناك ممارسات واجتهادات شخصية.

قالت لي تحية كاريوكا إن الراقصة البارعة هي التي تستطيع أن ترقص في متر مربع. ولا ينطبق هذا الشرط إلا على راقصة واحدة هي زينات علوي. فكنا نسميها راقصة الهوانم.. أو أن رقصتها هي رقص الهوانم.. بينما سامية جمال كانوا يسمون رقصتها: رقص الخيول. فهي تكتسح المسرح من أوله لآخره. كأنها تطير..

وربما كانت الراقصة الشرقية جداً هي سهير زكي. فقد اعتادت أن ترقص على موسيقى عبد الوهاب وأغنيات أم كلثوم. لدرجة أن أم كلثوم وكذلك عبد الوهاب قررا أن يريا سهير زكي، كيف تحول الكلمات إلى حركات والنغمات إلى خلاعة وشخلعة!

وتأخرت الراقصات المصريات أمام الزحف الجميل لبنات روسيا وأوكرانيا والمجر وتركيا. هؤلاء الراقصات الأجنبيات يرقصن في الملاهي الليلية بالفنادق والاستعراضات في الأفلام.. ومن المؤكد أنهن أكثر جمالا ورشاقة وأقل دلعا ودلالا!

قالت لي الراقصة تتيانا أوركيف: أعطني شهراً واحداً. وسوف ترى عجباً..

وبعد ستة أشهر ذهبت أراها وكانت عجباً في الجمال والرشاقة والميوعة.. إنها تلميذة مخلصة لكاريوكا وزينات علوي، وقد أضـافت إلى ذلك الحيوية والشياكة وبلا خلاعة!