إيران: الحل.. وأمنيات

TT

على الأمم الديمقراطية المحبة للسلام في العالم، ألا تسمح للخوف الذي تحاول القيادة الإيرانية أن تزرعه في قلوبهم أن يغطي نور الفكرة والتحليل العقلانيين، أو أن يمنعهم عن السير في طريق الحرية.

ظل النظام الإيراني الحالي يكرر باستمرار تهديداته لمحاربة الحداثة والديمقراطية، وتلك الدول التي تتبنى قيم التعددية.

فمن خلال تكرار التجارب على صواريخه ذات المدى البعيد، وعرض قدراته يبعث النظام الإيراني برسالة واضحة تقول إن القدرة متوفرة، من خلال صاروخ شهاب 4 لمهاجمة أي دولة ضمن نطاق 4000 كيلومتر من إيران. وهناك دول أوروبية، إضافة إلى روسيا، تقع ضمن هذا النطاق وهي في الواقع اهداف محتملة.

ومثل هذه القدرات تثير علامات استفهام إزاء الزعم الإيراني القائل، إن القدرة النووية التي تسعى لتحقيقها هي من أجل أغراض مدنية. إذن ما هو الهدف من تطوير صواريخ ذات مدى بعيد، إذا كانت إيران تخصب البلوتونيوم من أجل أغراض مدنية؟ والأكثر من ذلك لماذا يسعى بلد غني بالطاقة مثل إيران لتنويع مصادر طاقته؟

وبالإضافة الى قدرات ايران العسكرية، لا يمكن للمرء تجاهل التصريحات المستمرة للرئيس محمود احمدي نجاد، التي تشير الى عداوته للغرب. هل يمكننا الاستمرار في السماح لمثل هذه الدعوات الصريحة بتدمير الآخر بدون الرد عليها؟ ألم نتعلم من دروس الماضي.

واحد من أخطر نتائج ايران النووية، هو الانتشار المحتمل للمواد الانشطارية الى المنظمات غير الحكومية والخلايا الارهابية. مثل هذا السيناريو الكارثي هو الذي سيصعب على المجتمع الدول ومؤسساته مواجهته. تخيل، على سبيل المثال، لا قدر الله، لو جرى هجوم 11 سبتمبر بقنبلة نووية؟

ان الحل يكمن في بذل جهد معقول وحاسم ومتناسق من المجتمع الدولي بأكمله، لتطبيق عقوبات اقتصادية كافية على ايران. وليبيا وبيلوروسيا وأوكرانيا وكازاخستان وجنوب افريقيا ـ وكوريا الشمالية الان ـ هي بعض الأمثلة القليلة التي توضح درجة النجاح النسبية، التي يمكن التوصل اليها عن طريق الحوار او استخدام العقوبات الاقتصادية الشاملة مترافقة مع الحوار. ومن الواضح ان المحاولات غير الشاملة لن تكون كافية فيما يتعلق بإيران.

ومع دخولنا العام الجديد، أتمنى أن أرى استعادة الضوء للأمة الايرانية. وأملي هو ان نرى مواطنيها يستمتعون بحرية التعبير وعظمة الحداثة، بدلا من مشاهدة كيف يحطم الخوف، الذي فرضه نظامهم، آمال وأحلام الشباب والشابات الايرانيات.

* الرئيس الإسرائيلي

* خدمة «غلوبال فيو بوينت» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)