الحمد لله

TT

من العادات والتقاليد التي تفتقت بها قرائح شعوب العالم، أقدم لكم باقة أو نماذج منها، علها تستهويكم لتأخذوا بها وتطبقوها في حياتكم اليومية والمعيشية.

أولها جزائي أو عقابي ـ وهذا من الممكن أن تستفيد منه هيئات القضاء وإدارات السجون في العالم العربي ـ، فمثلا: يقضي العرف عند بعض طوائف الهنود الحمر الا يعدم من تثبت عليه تهمة القتل، وإنما توقع عليه الجزاءات التالية:

أولا: لا يسمح له طوال هذه المدة أن ينتعل شيئاً في قدميه، ويوضع له الأكل بعيداً، ولا يصل إليه إلاّ عبر طريق ضيق ممتلئ بالأشواك.

ثانياً: لا يسمح له بالاستحمام أو قص شعره أو أظافره خلال أربع سنوات كاملة.

ثالثاً: أن يقيم على بعد لا يقل عن كيلومتر من موضع قبيلته.

رابعاً: ـ وهذه هي داهية الدواهي ـ إن كل عروس وعريس في ليلة زواجهما الأولى، لا يحتفلان بها، ولا يدخلان ببعضهما البعض، إلاّ على بعد مائة متر منه، بحيث انه يشاهد ويسمع كل شيء أمامه على الطبيعة في تلك الليلة المباركة، يعني (صوت وصورة).

خامساً: في صباح اليوم التالي من العرس، وزيادة في (حرقصته)، يختارون أجمل بنات القبيلة ويضمخونها بالعطور، ثم يجعلونها تتمخطر أمام ذلك التعيس بحركات كلها إغراء، ولا يسمح لها أن تتكلم معه بأية كلمة، وإذا أرادت أن (تتف) عليه، فلا مانع من ذلك.

ومن أسخف العادات في الهند القديمة مثلا، أن العروس في ليلة زواجها تزحف على يديها وركبتيها حتى تصل إلى عريسها، وينتهي هذا الطقس، بأن العريس إذا وضع قدمه على رأسها فمعنى ذلك انه قبل بها أن تكون زوجة له، أما إذا ركلها على مؤخرتها فمعنى ذلك أن تذهب إلى بيت أهلها مطرودة.

أما في جزر (هايتي)، فالمرأة في عيد الربيع عندهم، تضع خلف أذنها اليسرى زهرة، هذا إذا كانت تبحث عن صديق، وتضع خلف أذنها اليمنى زهرة إذا كانت تبحث عن عريس.

وسؤالي الوجيه هو: إذا كانت هناك امرأة لا تبحث عن هذا ولا عن ذاك، فأين تضع الزهرة ؟!، تضعها في خشمها مثلا ؟!

أما مصيبة المصائب التي لا (تترقّع) فهي في جزيرة (مونباسا)، حيث أن هناك عرفا ينص على أن كل فتاة لا يمكن لها أن تتزوج إلاّ إذا طلب يدها اثنان، وعليهما أن يتقاتلا أمامها في صراع مميت، والمنتصر منهما هو الذي يفوز بيدها أو قدمها الكريمة.

من ناحيتي أقول: الحمد لله أن هذا العرف ليس موجودا عندنا، ولو انه كان موجودا لظللت أنا شخصياً عازباً في دنيتي وآخرتي.

هل أقول لكم الحق أو (ولد عمّه)؟!، إنني أحياناً أتمنى من أعماق قلبي لو أن ذلك العرف كان سائداً عندنا، هل تدرون لماذا؟!، لأنه لو كان سائداً فإنني اقسم بالله العظيم انه كان ثلاثة أرباع الرجال عندنا أما عزاباً هاربين مهزومين من أول (لوية ذراع)، أو شجعانا مهزومين مشوهين مكرسحين، ولن يفوز بالنساء إلا أصحاب العضلات (التربل ميكر).

والحمد لله الذي أعزنا بالإسلام.

[email protected]