مصري يشكو فرنسا إلى القضاء!

TT

رأيت وشممت النقاء في فرنسا ـ نقاء الجو من دخان السجائر. فلا تدخين في كل مكان عام. انتهى. ومن يريد فليلعب في الشارع ينفخ في الهواء الطلق. أما حيث يوجد آخرون فممنوع تماماً. وقد نفذ الفرنسيون قرار التحريم. ولا بد انهم تضايقوا. وأكثرهم من النساء. ونشرت الصحف أسماء بعض المخالفين الذين دفعوا الغرامة فوراً. المدخن وصاحب المحل. وإذا لم يتوقفوا فوراً وعادوا إلى التدخين عاد رجال الأمن الى العقوبة. إلا مهاجراً مصرياً هو السيد بيومي عنده مقهى للتدخين والشيشة والجوزة. صنعته وحياته وكان لا بد أن يغلق الأبواب ولم يفعل فكانت الغرامة والتهديد بإغلاق المقهى فيخسر سبعين ألف يورو في الشهر. أو في الاسبوع. وكما هي عادة المحامين فقد أكدوا للمواطن المصري أنه سوف يكسب هذه القضية التي رفعها ضد الحكومة مطالباً بالتعويض. وسوف يفعل كثيرون. ولكن في فرنسا القانون هو القانون ـ وأمامك جدران كثيرة صلبة وتستطيع ان تضرب رأسك فيها ورأس المحامين أيضاً!

ثم نشرت الصحف شكاوى وبكائيات. فقد وقفت سيدة وابنتها وخادمتها يدخن أمام باب البيت. ونسين جميعاً القطة الصغيرة التي تسربت من السلم إلى الشارع. ولم يعد يرين لها أثراً. والقطة هي أعز ما لديهن. وهي لعبة الست والخادمة والضيوف. وأعلنت صاحبة القطة عن مكافأة لمن يجدها. فإن كانت سيدة فلها عشر علب سجائر وإن كان رجلا فله صندوق من زجاجات الخمر.. واعترفت السيدة في مركز الشرطة بأن هذه القطة تكره رائحة السجائر، وليست هذه هي المرة الأولى التي هاجرت من البيت فراراً من الدخان. وأن هروبها عقوبة تستحقها السيدة وابنتها وخادمتها. وارتفع عدد السجائر التي تدخنها حزناً على القطة، ولم تحزن بنفس الدرجة على زوجها الذي دخل مستشفى الأمراض الصدرية لأنه يدخن في السرير وفي المصعد وفي السيارة، قبل أن يشرب فنجاناً واحداً من القهوة.

وقد لحق بها البوليس. فقد دخلت أحد المحلات تسأل عن القطة وكانت السيجارة في فمها. فدفعت غرامة وكذلك صاحب المحل ولم يغير من الواقع بكاؤها ودفاع صاحب المحل!