من المسؤول: حماس أم إسرائيل؟

TT

حماس قررت التحرش بالإسرائيليين بعد هدنة، غير مكتوبة، طويلة معهم. رشقت بلدة سديروت والمزارع المحيطة بها ببضعة صواريخ. النتيجة عشرة جرحى اسرائيليين فقط وكارثة هائلة في غزة.

الكارثة في كل موقع وخدمة. المعابر مغلقة، فالخروج ممنوع، والدخول أيضا ممنوع، والكهرباء مقطوعة، والمياه منقطعة، ومائتا محطة بنزين مغلقة، وغرف العمليات في المستشفيات مطفأة، والمواد التموينية باتت شحيحة. هذه غزة كما تعيش اليوم، يضاف اليها غارات وقصف اسرائيلي وحشي راح ضحيته اطفال ونساء ومدنيون. لماذا هذا كله؟ لأن حماس اطلقت صواريخها على مناطق اسرائيلية هامشية، وجاء الرد من الاسرائيليين، كالعادة، قاسيا وبلا تمييز بين حماس والناس، مع عقوبات جماعية تحرمهم من الطبخ والخبز والتطبيب والسفر والتنقل، في اصعب ايام العام، في الشتاء القارس.

ومع ان اسلوب رد الاسرائيليين اجرامي لا خلاف حوله، الا ان حماس نفسها مسؤولة عن تعريض مليون ونصف مليون انسان فلسطيني للأذى. حماس تقوم برشق اسرائيل ببضعة صواريخ وقذائف هاون فتعطي رئيس الوزراء المتدنية شعبيته ايهود اولمرت فرصة لاستعراض قوته ورفع شعبيته، فيأمر بغارات مروعة تحصد الاخضر واليابس. فأين هي الحكمة في مثل هذه المواجهات التي تزيد من عذاب مليون ونصف مليون فلسطيني دون ان تضر اسرائيل عسكريا، او تدفعها سياسيا الى موقف تنازلي. وبالتالي عندما تطلق حماس بضعة صواريخ فهي ترتكب عملا انتحاريا يضحي بأمن كل سكان القطاع. كل هذا الدم الفلسطيني والمعاناة من اجل ماذا؟ كل ما فعلته صواريخ حماس انها جرحت عشرة اسرائيليين فقط، فأين هي الحرب التي تتحدث عنها حماس؟

خالد مشعل، زعيم حماس الذي يسكن في دمشق، هدد بتوازن الرعب. ومن خلال ما نشاهده منذ فترة طويلة فان توازن الرعب الموعود مجرد خرافة. ويستطيع مشعل من ملجئه ان يتعلم من الحكمة السورية. فالسوريون في هدنة عمرها اكثر من ثلاثين عاما، بدعوى عدم اختلال ميزان القوى لصالح اسرائيل. فإذا كان هذا رأي دولة قوية كسورية فكيف الحال بتنظيم صغير مثل حماس محاط من كل جانب من قبل قوة اسرائيل المدججة؟

قلوب الناس تنفطر ألما على ما يحدث لأهالي غزة، من خوف وحرمان وحصار اسرائيلي ويؤلمهم أكثر ان هناك القليل يمكن فعله سوى اقناع اسرائيل برفع الحصار ووقف عملياتها العسكرية، فهل هذا ما تريده حماس، ان تضطر الجميع الى استعطاف اسرائيل؟

حماس ارتكبت حماقة في حق نفسها عندما منحت الاسرائيليين فرصة الهجوم ردا على بضعة صواريخ خردة، كما ارتكبت قبل ذلك جناية كبيرة على الشعب الفلسطيني بانشقاقها وانقلابها على السلطة الفلسطينية. لقد عانى فلسطينيو غزة الكثير بسبب تصرفات حماس التي ها هي تعيد الاسرائيليين الى القطاع بعد ان حررته القوى الفلسطينية.

[email protected]