النوم في العسل أو على الأرصفة

TT

تحديد النسل .. هذا التعبير ابتكرته سيدة من عشرات السنين .. هذه السيدة ماتت في الثمانين من عمرها. وقد التصق في ذهنها هذا التعبير عندما رأت سيدة أخرى تلد، وقبل أن تموت هذه السيدة الأخرى اتجهت إلى الطبيب تقول: ألا توجد طريقة لمنع الحمل يا دكتور؟

فأجاب الطبيب: قولي لزوجك أن ينام فوق السطح! وماتت الأم وهي تلد .. كأنها اختارت الموت على أن تضحك لهذه النكتة السخيفة التي تخفي وراءها حقيقة مؤلمة: وهي كيف يحدد الإنسان أبناءه .. كيف ينقص عدد سكان العالم؟ كيف يستخدم الإنسان حقا طبيعيا وهو ألا يكون له أولاد .. أو العدد المعقول من الأولاد!

أما السيدة التي استمعت إلى هذه النكتة ولم تضحك فهي «مرجريت سانجر» وكانت تعمل ممرضة في ذلك الوقت. وقد عانت في أسرتها من كثرة الإخوة وتعاسة أبويها .. فهي رقم ستة بين أحد عشر أخا!

ولذلك كان من الطبيعي أن تنادي هذه الفتاة بتحديد النسل .. وحاول أبوها أن يقنعها بالاهتمام بموضوع آخر غير ما يدور في غرف النوم، فرفضت وطلبت منه أن يهتم هو أيضا بموضوع آخر غير زيادة عدد التعساء من أخوتها.. وغضب الأب .. وخاصمته ابنته عندما ماتت أمها وهي تلد الابن الثاني عشر!!

وتزوجت «مرجريت سانجر» وأنجبت ثلاثة أطفال .. ومات زوجها ثم عادت وتزوجت مليونيرا .. كانت له زوجة فقط .. وكانت تعيش معه تليفونيا من غرفة نومها المجاورة .. لقد كرهت أن تكون أما وأن تكون زوجة. والتزمت بمبدئها وهو: ثلاثة أطفال لا أكثر للقادرين!

وظلت «مرجريت سانجر» تدعو إلى إنقاص عدد الجائعين في العالم .. فلا يزال الجياع أغلبية ساحقة .. ولا يزال أمام العالم أن يختار بين أن ينام الأزواج فوق السطوح، أو ينام الأطفال على الأرصفة!