..وهل ضمنتَ أن يغفر الله لك؟

TT

ما هذا الاستفزاز، وما هذا المنطق؟ يقول قائد حماس السيد خالد مشعل، في تصريح له في قناة الجزيرة القطرية للحكام العرب، «كل لحظة يموت فيها فلسطيني في غزة دمه وروحه انتم مسؤولون عنها أمام الله». مضيفا «إن لم تنصروا شعب فلسطين فان الله لن يغفر لكم وشعوبكم لن تغفر لكم وشعبنا الفلسطيني لن يغفر لكم».

يا سبحان الله ! ..

وهل ضمنت أنت أن يغفر الله لك يوم نقضت بأغلظ الايمان تحت ستار البيت الحرام، ونكثت باتفاق مكة؟ وهل ضمنت ان يغفر الله لك يوم سجد رجالك شكرا لله على التحرير الاول في غزوة غزة حين طردت السلطة الفلسطينية؟ وهل ضمنت ان يغفر الله لك يوم سجلت على الفلسطينيين انهم اول شعب يمارس انقلابا تحت الاحتلال، ويوم ألقى رجالك بأبناء عم لهم من الطابق الخامس عشر؟

كلام السيد خالد مشعل دليل على حجم الكارثة التي نعيشها في عالمنا العربي، حين نكرر الخطأ خلف الخطأ دون ان نعتبر، وويل لمن يقول كلمة مخالفة حيث يتهم بالتخوين والعمالة. فكم قيل، وكم كتب نصحا لحماس وقادتها، يومها اعتبروا ما قيل تثبيطا للهمم، ومناصرة للاسرائيليين.

ماذا على العرب ان يفعلوا اكثر مما فعلوا، وهل ضمنت يا سيد مشعل ان يغفر الله لك وأنت تطالب ملك السعودية بالتدخل مرة اخرى لرأب الصدع الفلسطيني الذي تسببت فيه انت ومن خلفك، أولم تعرض الرياض مصالحها الدولية للخطر، حين دعت لاتفاق مكة، وتعرضت الى ما تعرضت له من تشكيك، وهجوم حاد، معلن وغير معلن من قبل اصدقاء السيد مشعل؟

محزن حال الفلسطينيين في غزة، وما يتعرضون له من قمع ووحشية، كما هو محزن ان يكونوا تحت قيادة لا تعي ان دور القيادة هو حماية مواطنيها، وترتيب امنهم، وعيشهم. فعندما منّ الله على عباده منّ عليهم بان اطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، فهل تعي قيادة حماس ذلك؟!

اذا كان ثمة من حرص على الفلسطينيين وأمنهم ومصالحهم، فعلى حماس العودة فورا عن الانقلاب، وتسليم المقرات، وان كانت مدمرة، الى السلطة، والدعوة الى انتخابات فورية، وإعادة توحيد الاراضي الفلسطينية المتاحة.

لا بد من قول الحق اليوم ولو ان الجرح الفلسطيني ملتهب، لا بد ان نقولها لأنكم لم تسمعوها لا في الرخاء، ولا الشدة، نقولها اليوم لان ما يحدث للابرياء في غزة محزن، ولقادة حماس دور فيه.

لا بد من أن نقولها بدلا من استمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية وأزمة اهلها، فها هو السيد حسن نصر الله يقول في خطابه في ذكرى عاشوراء، انه لم يطلب من العرب شيئا، وعليه فهو يطالب بتدخلهم لفك حصار غزة! يا سبحان الله، ألم يخرج لنا صاحب النصر الإلهي متوسلا يوم حرب الثلاثة والثلاثين يوما يقول ان على من يحب لبنان إيقاف هذه الحرب؟!

[email protected]