هل الحب الشريف أصله عربي؟

TT

الشهامة والفروسية والشجاعة والتضحية في سبيل الحب كلها معان استوردتها أوروبا من العالم العربي.. وكلمة «الرومانتيكية» التي نستخدمها الآن للدلالة على العفة والحب العفيف كانت لها معان أخرى في أوروبا!

فكان من معانيها الخشونة والعنف وعدم الاهتمام بالمرأة وإنما الاهتمام بالرجل.. أي اهتمام الرجل بالرجل!

والعرب هم الذين علموا أوروبا كيف تحب وتعف، وكيف يهون الموت من أجل المحبوبة.. والعرب هم الذين ركبوا الخيول البيضاء ووقفوا بها تحت شباك المحبوبة في انتظار إشارة البدء في الهرب بها بعيداً عن الأب والأم والإخوة، وعن المجتمع كله.. ولا تزال الفتاة في الغرب وفي الشرق تحلم بذلك الفارس الأسمر الذي يمتطي حصاناً أبيض ويهرب بها متحدياً كل الناس من أجلها!

وحتى لو اتفق الأب والإخوة وكل الناس مع فتى الأحلام على الزواج من محبوبته فإن المحبوبة تفضل أن تكون هناك عقبة.. أن تكون هناك معركة لكي يتغلب عليها الفارس.. لكي يتعقب ويتعذب من أجلها.. والتعب والعذاب هما أغلى مهر يقدمه محب لمحبوبته..

وليست حفلات الزفاف والموسيقى والأعيرة النارية والفستان الأبيض إلا صورة مهذبة لما كان يحدث في حفلات الزفاف من قبل.. عندما كانت هناك معارك بين القبائل، وعندما كانت القبائل تدق طبول الحرب.. وما الفستان الأبيض إلا الحصان الأبيض، وإلا السحاب الأبيض، وإلا أشعة القمر الحالمة!

ولا توجد فتاة تتردد في أن تتمخطر في الزفة.. ولكن معظم الرجال يترددون.. وأنا لم أندهش عندما سمعت عن زوجة قررت بعد عشر سنين من زواجها، أن تقيم لنفسها زفة في بيتها، وأن ترغم زوجها على أن يمشي إلى جوارها، على الرغم من أنه لم يكن هناك أحد غيرهما..

إن المرأة ما تزال تحلم بالرجل الذي يخطفها على حصان أبيض أمام الناس، وعلى الرغم من الناس!