الوزير.. جاي!

TT

رسالة بالفاكس من مواطنة عربية تقول انها شاهدت فيلما كوميديا بعنوان «الوزير جاي».. والفيلم يحكي قصة وزير سيقوم بزيارة احدى المصالح التابعة لوزارته.. وما يكاد الخبر يذاع حتى يسرع المسؤولون الى طلاء حيطان الوزارة وطرقاتها.. وتزويد المكاتب بالاثاث الجديد وضمن الاثاث ايضا مجموعة من الكومبارس الذين سيهتفون بحياة السيد الوزير والذين يثنون على كفاءة حضرات القائمين على العمل الى آخره.

وتقول الاخت المواطنة ان ما شاهدته على شاشة التلفزيون يتوارى خجلا امام ما شاهدته في الواقع.. فقد استعد مركز طبي هام لاستقبال مسؤول كبير فقامت ادارة المركز باستئجار مجموعة من الاشجار الثمينة لوضعها امام المستشفى وفي حديقته وذلك للزينة.. كما تم تعليق عدد من اللوحات الفخمة في طرقات المستشفى.. واستلاف مجموعة من الاطباء والموظفين من مستشفى آخر.. وليس هذا هو نهاية المهزلة او الملهاة التي دارت في المستشفى.. فقد تم اعداد مجموعة من الاصحاء للقيام بدور المرضى وهؤلاء يقومون بالسلام على المسؤول الكبير ويجرون معه احاديث ضاحكة تسجلها كاميرات الصحافة والتلفزيون.

وتقول المواطنة العربية انها بحكم عملها تعرف ان هذا المستشفى يعاني من مشكلات مالية خطيرة تهدد باغلاقه.. وكان اولى بالعاملين فيه ان يوفروا ما انفقوه في هذه المهزلة لانفاقه على المرضى او لتسديد ديون المركز.. وتقول انها ناقشت هذا مع احد المسؤولين فقال لها: ان هذا يحدث كثيرا في العالم العربي.. وفي بعض البلدان الاكثر «شطارة» يقومون باستزراع عشرات الافدنة بالمزروعات الجيدة المنقولة من مزارع اخرى ليراها المسؤول الكبير في جولته. ولا يكاد هذا المسؤول يركب سيارته وينصرف حتى يتم تحميل السيارات بهذه المزروعات لاعادتها الى اماكنها الاصلية.. وتخرج الصحف والتلفزيون لتشيد بتقدم الزراعة في عهد السيد المسؤول!! وتسألني المواطنة العربية عما اذا كان ذلك صحيحا.. واقول لها ان التجربة التي عايشتها هي شخصيا عن قرب في المركز الطبي الهام دليل على ان هذا يحدث وان ما شاهدته هو فصل صغير من مهزلة كبرى تدور في بعض البلدان العربية اسمها الضحك على ذقون الكبار.. وهذا بعض اسباب التخلف العبثي الذي نعانيه.. والمسكوت عنه اكثر من المعلن.