رسالة من بن لادن إلى المقاتلين: أحب أميركا.. إنها غبية!

TT

هذا يوم عظيم! ألم تروا ما حققناه الاسبوع الماضي؟ فقد طردنا القوات المسلحة الاميركية من ثلاثة اقطار عربية فقط لاننا هددنا بضربهم! كنت قد وجهت بعض شبابنا ان يناقشوا هجوما على الولايات المتحدة على الهاتف الجوال، فالتقطت الـ«سي آي ايه» المحادثة. فما كان من فريق الـ«إف بي آي» الذي يحقق في تدميرنا للمدمرة كول بميناء عدن، إلا ان حزم امتعته وغادر البلاد مع ان وزارة الخارجية كانت تستجديهم للبقاء.

وبعيد ذلك، اثر محادثات هاتفية قليلة، غادر مئات من جنود البحرية الاميركية الاردن الذين كانوا يجرون فيها مناورات مشتركة مع الجيش الاردني. اختصروا برامجهم وولوا الادبار يوم السبت.

ثم استبد الرعب بكل السفن الحربية الاميركية في البحرين، خوفا من ضرباتنا، فغادرت الميناء وتوغلت بعيدا في مياه الخليج.

هناك اصطلاح عسكري يطلق على مثل هذه الاعمال: الانسحاب والتراجع.

وسائل الاعلام الاميركية لم تذكر ذلك إلا لماما. صحافيو البيت الابيض لم يسألوا الرئيس مجرد سؤال عنها. ولكن صدقوني ان الجميع هنا لاحظوا هذا الامر.

وهو يوضح لهم شيئا واحدا، هو ان الاميركيين لا يحتملون التضحية بجندي واحد من جنودهم، وهم لا يثقون في اجهزة استخباراتهم الخاصة ولا في حلفائهم العرب الضعفاء ليتكفلوا بحمايتهم. كما انهم لا يملكون اي رد على الخطر الذي نمثله.

أنا أحب أميركا! جماعة بوش يعتزمون انفاق 100 مليار دولار على شبكة الدفاع الصاروخي، ليواجهوا خطرا لم يظهر حتى الآن، بينما يهربون من الخطر الموجود الآن بين ظهرانيهم! ويبدو انهم يعتقدون اننا ـ نحن المارقين ـ سنضربهم بصواريخ عابرة للقارات تحمل عناوين الاماكن التي انطلقت منها! هل يمزح هؤلاء القوم؟ هل احمل شارة كتب عليها «غبي»؟

نحن سنضربهم بالطريقة التي فجر بها الايرانيون مجمع الخبر في المملكة العربية السعودية. سنستخدم خلايا عنقودية من الناشطين المحليين الذين لا يمكن نسبتهم الى دولة بعينها. انظروا الى لائحة الاتهام التي اصدرتها المحاكم الاميركية مؤخرا حول تفجيرات الخبر. وردت في هذه اللائحة اسماء 14 شخصا، وأشير تلميحا الى ان عملاء ايرانيين هم الذين كانوا ينسقون جهودهم جميعا. ولكنهم لا يملكون دليلا، ولذلك لن يتمكنوا من ادانة ايران، ولن يتمكنوا بالتالي من الانتقام منها.

الذين يملكون الدليل هم السعوديون، ولكنهم رفضوا اعطاء ادلتهم للـ«إف بي آي». لماذا؟ لان السعوديين لم يثقوا مطلقا ان الاميركيين يمكن ان ينتقموا بالطريقة الصحيحة. توصلوا الى ان الاميركيين سيطلقون بعض الصواريخ كروز على ايران ثم يهربون من المنطقة، ويتركون السعوديين ليواجهوا ايران وحدهم.

هذا يذكرني بشيء، فقد لمح الروس الى ان الولايات المتحدة اذا اقامت شبكة للدفاع الصاروخي ضد ارادتهم، فانهم سيبيعون المزيد من الصواريخ الى العراق، وايران او الصين للتغلب على النظام الصاروخي. ويقول الاغبياء في البنتاغون ان روسيا لن تفعل ذلك لان الصواريخ ستهددهم.

حسنا! الروس لا يؤمنون بالشبكات الدفاعية الصاروخية، بل يؤمنون بالردع الكلاسيكي. عندما دمر الشيشان بعض العمارات بروسيا، مستخدمين الصواريخ البشرية، قام الروس بتدمير الشيشان كلها! هل تذكرون عندما اختطف 4 من الدبلوماسيين الروس في بيروت عام 1985؟ اختطف الروس عضوا من المنظمة المختطِفة، اقتطعوا عضوا من اعضاء جسمه وارسلوه بالبريد. حينها اطلق سراح الروس. فتلك لم تكن هي النرويج! هذا هو السبب في اننا نتفادى الصدام مع الروس او ارتكاب اي خطأ بحقهم.

ولكن الشيء العظيم هو ان تعلق (وزير الدفاع الاميركي) دونالد رامسفيلد المهووس، بلعبته المتمثلة في شبكة الدفاع الصاروخي، جعله يقول للجميع ان الردع لم يعد يجدي مع امثالنا. ولذلك صاروا يحتاجون الى الدرع الصاروخي، كبديل. ويردد بوش نفس هذا الكلام.

من يحتاج الى الصواريخ؟

نحن استطعنا ان نطرد الـ«إف بي آي»، وجنود البحرية والاسطول الاميركي، من الشرق الأوسط، ببعض التهديدات التي ارسلت همسا بالهواتف الجوالة! الله أكبر: أميركا غبية.

* الرسالة من خيال الكاتب والصحافي الأميركي

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»