هذه الحاسة السادسة وراء كل الحواس!

TT

كل واحد يقول لك: أنا إحساسي كده.. معناه أنه قد عطل حواسه الخمس.. وأنه يعتمد على حاسته السادسة.. أي يعتمد على شيء خاص به.. يعتمد على مصدر للمعلومات لا نعرفه.. وهو شخصياً لا يعرفه. الذين يعطلون حواسهم الخمس هم أصحاب العواطف الكبرى.. الحب الكبير.. أو الكراهية العظيمة.

فالعواطف الكبرى مثل العواصف يواجهها الناس بإقفال النوافذ والأبواب وأزرار الملابس.. من وراء هذه النوافذ المقفلة ينظر الناس الى العالم الخارجي بعيون أخرى، ويسمعون بآذان أخرى.. أي بهذه الحاسة السادسة.

والمرأة من أكثر الناس اعتماداً على حاستها السادسة.. لأن تجاربها ليست كثيرة.. وإيمانها بالعقل ليس كبيراً، فهي تعتمد على عواطفها وعواطفها.. تهز الدنيا أمامها، فلا تعتمد كثيراً على ما تراه أو تسمعه وإنما تعتمد على هذه الحاسة السادسة.. ومن المؤكد علمياً أن إدراك المرأة أصدق من إدراك الرجل.. وإحساسها بالأحداث القادمة أوضح من إحساس الرجل.. وهناك ألوف التجارب في حياتنا العادية تؤكد صدق فراسة المرأة.

ومنها السيدة بنيلوب إحدى شخصيات الأوديسة الإغريقية.. لقد سافر زوجها الى القتال.. ولم تعد تسمع عنه شيئاً. وكان من السهل أن تؤمن أنه مات.. أن تختار أحداً من عشرات الشبان الأغنياء الذين يريدون الزواج منها.. ولكنها آمنت إيماناً قاطعاً بأنه لم يمت، وأنه سوف يعود.. وأن هؤلاء الفرسان سوف يموتون بضربات سيفه عندما يعود!

وانتظرت عشرين عاماً. إيمانها لم يتغير.. ولكن على أي أساس أقامت هذا الإيمان؟ لا يمكن أن يكون ذلك مبنياً على المشاهدة أو الاستنتاج مما تسمعه من أخبار الذين ذهبوا ولم يعودوا.. إنها اعتمدت على حاستها السادسة!

وكلما أصبح الإنسان أكثر صفاءً.. وكلما كان الإنسان أكثر إيماناً بشيء.. وكانت حاسته السادسة أقوى.. كان أقدر على أن يرى بغير عينيه.. وأن يسمع بغير أذنيه.. وأن يدرك بغير عقله.. وهذا هو الخلاف الجوهري بين الرجال والنساء وبين الكافرين والمؤمنين: هذه الحاسة التي وراء كل الحواس الأخرى!