كلها أمراض ولا علاج لها!

TT

كل عصر له مرض.. وله دواء.. وقالوا: الغباوة مرض بلا علاج..

وقالوا: الشيخوخة..

وقالوا: البخل..

وأجمعوا على أن الفقر مرض.. وتمنى أحد الحكماء أن يكون الفقر رجلاً ليقتله ويستريح.. ولو كان هذا رأي الناس جميعاً لقتلوا أنفسهم.

وقالوا: الحساسية..

أما الآن فالمرض الذي له علاج جزئي، ولكن لا علاج شافياً له فهو: التوتر السياسي.. أي عندما تجد نفسك مشدوداً .. لا إلى فيلم تتفرج عليه.. ولا إلى هدف تحققه.. ولكن تجد نفسك مشدوداً إلى لا شيء.. مشدوداً تريد أن «تتخانق» مع طوب الأرض ولأي سبب وبدون سبب.. ويدفعك التوتر إلى أن تهرب من البيت ومن المكتب.. وتهرب إلى أي مكان.. إلى ملاعب الكرة ومن غير سبب تشتم.. والحقيقة إنك لا تشتم الذين يلعبون ولكن الذين لا يلعبون.. أي الذين هم في المكتب وفي البيت وفي المصنع وفي الصحف..

كان لي صديق ريفي جداً برغم أنه تعلم في أوروبا.. يفضل النوم على الأرض مع بعض الأرانب تحت السرير.. يا أخي أنت.. متعود على كده.. هو الذي يقول!

والتوتر النفسي هو البيئة المناسبة لنشر الأفكار الجديدة عن «دعاوى» النجاة والخلاص!

وهذا هو رأي دعاة «التريث» في مواجهة التغييرات والذين شعارهم: انظر وانتظر..

فمن يدري لعل القلق والضيق ونفاد الصبر تولد شيئاً جديداً لا يخطر على البال..