مع الابتسامة العريضة دائما!

TT

كشفت الصحف العالمية عن استعداد الصين للدورة الأولمبية بعد سبعة أشهر. أكثر هذه الاستعدادات لا نعرف عنها شيئاً. إنها مفاجأة تريدها الصين لتبهر العالم. لقد تصادف أن كنت في مدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية قبل دورتها الاولمبية بأيام. وشاهدت الاستعداد الكامل للدورة والبروفات والاستعراضات التامة كما لو أن الدورة قد بدأت.. الملابس والموسيقى والشوارع والسيارات والأضواء. وأتوا بأناس كثيرين يقومون بدور الضيوف.. ومراكز الإعلام تعمل 24 ساعة.. التليفونات والفاكسات والمطبوعات.. ولما وجدوا أن الاستعداد في اليوم الأول قد وقعت فيه أخطاء تصل إلى 10% أعادوها. مرة ومرتين. سألت عن هذه الأخطاء قالوا إنها شخصية ويمكن تذليلها بسهولة. ولكن لا بد من التجربة والتدريب. أما هذه الأخطاء فهي أن الابتسامة لم تكن واضحة على وجوه الجميع كما أن الانحناء لم يكن عميقاً..

ولذلك لم يكن غريباً أن تكشف الصحف في الصين أن هناك مدرسة لتعليم الفتيات الابتسام العريض والانحناء العميق عند تسليم الميداليات. ومن القواعد التي قرروها ونفذوها أن تنحني الفتاة 45 درجة إذا قدمت الميدالية مع الابتسامة العريضة وإذا انحنت في المرة الثانية فلتكن بزاوية عشرين درجة.. أي أنها سوف تنحني مرتين وتبتسم ابتسامة لا تنقطع..

وأهم من ذلك أن يكون لمعان العينين مرافقاً للابتسامة. فهي ليست ابتسامة سطحية أو آلية عبارة عن انفراج الشفتين فقط. وإنما ابتسامة تضيء الوجه والعينين. وقد اختارت الصين من ستين ألف فتاة ألفين فقط.. ثم اختارت من الألفين مائتين..

إن الصين قد بهرت العالم بإنتاجها الصناعي الذي أغرق الأسواق في القارات الخمس. وفي نفس الوقت بهرت العالم بالعمائر التي تنطح السحاب وبالتفوق في الدراسات العلمية والذرة وسفن الفضاء. لقد صدقت نبوءة الفيلسوف الألماني اشبنجلر بأن التنين الأصفر سوف يسود العالم وسوف يخلق منافسة جبارة تنتهي بسيادة الرجل الأبيض!