الملكة رانيا العبد الله

TT

العنود، أو كما كان أبوها يدلعها «زينة الدار»، وأخواها يحيى وزيد. والأطفال جرير ودانيا ونور، محمد وحمزة القواسمة وحمزة أبو شيح .. وأجنة اختطفت أرواحهم قبل بدء حياتهم.

شباب وشابات، رجالٌ ونساءٌ .. إيمان ملكاوي، وحمزة الخطيب، وعلا البشير، وفريال الخصاونة، ومحمد القرعان، وعلي الخوالدة، ومحمد أبو سرحان، وعبد الهادي العدوان، ومحمد السرحان، وميناء القواسمة، ومريم صافي، ومسعود نزال ... خسرناهم يوم السبت في حادث مروري مأساوي.

ماذا نقول لآبائهم وأمهاتهم.. أبنائهم وبناتهم.. أصدقائهم وأحبائهم.. إخوانهم وأخواتهم. ماذا نقول ليسار وناريمان وقد فُجعا بفقدان ثلاثة اطفالٍ في يومٍ واحد؟ ماذا نقول لأهل ايمان وقد خسروا بنتاً وحفيداً لم ير النور بعد؟

ماذا نقول لكم.. ان قلوبنا معكم والفاجعة دفنت قلوبكم؟ ان فكرنا معكم وأفكاركم لا تبارح أحباء ذهبوا إلى الأبد؟..

اننا نقف معكم وانتم مثقلو الكاهل بالحزن والحسرة؟

أهل الضحايا، أحباءنا .. لا نملك إلا كلمات العزاء والمواساة. وأنا اكتب هذه الكلمات بقلب مثقل، أعلم علم اليقين أنها لا تكفي.

أخواتي ..

وإخواني ..

في هذا البلد الحبيب، نسأل أنفسنا كم قلب أُمٍ سيبكي بصمت قبل ان نصرخ كفى؟ كم من الدمع سنذرف قبل ان تجف شوارعنا من دماء الأبرياء؟ على كم طفلٍ سنحكم بالنوم المؤبد قبل أن يستفيق ضميرنا؟

أقولها .. كفى.

قبل أمس خاطب جلالة الملك الجهات المسؤولة مؤكدا ضرورة العمل على مكافحة ظاهرة حوادث السير. وانا اليوم اتوجه اليكم برجاء وبصوت أم وأخت، فإن كان يوم السبت السادس والعشرون من كانون الثاني يوم حزن وحداد وحسرة، فليكن أيضا يوم إرادة وإصرار والتزام:

إرادة فردية وجماعية على تغيير سلوكياتنا أثناء استخدام الطريق؛

إصرار على حفظ أرواح شعبنا وسلامته على شوارعنا؛

التزام بكل وعد قطعناه بعد كل مأساة عشناها.

ولنقطع وعداً آخر، كلما أوشكنا على استخدام الطريق ـ سواء سائقين او مشاة ـ لنتذكر الاسِرَّة الفارغة في غرف لم يبق فيها سوى صدى الضحكات، لنتذكر الدمى التي أصبحت للذكرى لا للعب، لنتذكر المقعد الفارغ على طاولة الطعام.

لنتذكر زينة الدار .. ولنتذكر زينة كلِّ دار.