كلمة واحدة تحيي وتميت!

TT

عندما ذهب الإمام الشيخ محمد عبده لزيارة إحدى المدارس الابتدائية في مدينة أسوان، ألقى أحد التلامذة قصيدة. وكانت لغة التلميذ قوية وصوره الأدبية باهرة. وقد اختار موضوعاً رفضه الجميع. فكان الموضوع الذي اقترحه المدرس على الطلبة أن يمتدحوا الشتاء ويذموا الصيف. ولكن التلميذ خالف زملاءه جميعاً فامتدح الصيف وذم الشتاء. واستمع الشيخ محمد عبده إلى التلميذ الشجاع المعتد بنفسه وقال له سوف يكون لهذا التلميذ مستقبل بعد ـ ونطق كلمة بعد بضم الدال.

أما هذا التلميذ فهو عباس محمود العقاد. وكانت نبوءة من الأستاذ الإمام!

وعندما ذهب عبقري السيمفونية بتهوفن (1770 ـ 1827) إلى فيينا. رأى أن يعرض إنتاجه الموسيقي على عبقري الزمان موتسارت (1765 ـ 1791). وكان موتسارت جالساً يشرب القهوة، فلم يكد يقرأ ما كتبه هذا الفنان العبقري حتى اعتدل ووقف.

وأطال النظر إليه. وكاد بتهوفن يقع أمامه فقد انتظر لحظات يسمع فيها إلى الحكم عليه بالموت أو بالحياة. ولكن موتسارت اقترب من بتهوفن وقال له: أنت عظيم الآن وسوف تكون أعظم غداً!

وكان أعظم من ألف السيمفونية في التاريخ..

ويقال إن الشاعر الصعلوك ديك الجن جاءه شاعر شاب سوري وهمس في أذنه فما كان من ديك الجن إلا أن دس يده تحت إحدى الوسائد وأخرج لفافة دون أن ينظر فيها، وأعطاها لهذا الشاب الذي قبل يده شاكراً وانصرف. وسألوه: من يكون؟ فقال ديك الجن: إنه شاعر سوري اسمه أبو تمام، أعطيته بعضاً من قصائدي يكتسب منها!

وكان يتردد على (صالون العقاد) أدباء صغار. وكان العقاد يطيل الاستماع إليهم. وكان من بيننا شاب صغير يلقي قصيدة. وكان العقاد يشير عليه أن يغير كلمة أو حرفاً. ثم لا يعلق على ما قال؟! وسألنا العقاد فقال: حتى يقول؟!

واختفى الشاعر الصغير وعرفنا أنه انتحر!