من صديري إلى بنطلون إلى فستان!

TT

بلو جينز.. هذا اسم البنطلونات المعروفة والمصنوعة من قماش خشن اسمه دينيم. وهي كلمات لها تاريخ. فكلمة دينيم أي من مدينة نيم الفرنسية. وكلمة جينز أصلها كلمة جين الفرنسية أي مدينة جنوا الايطالية. والأمريكان ينطقونها جينز. والأمريكان هم الذين جعلوا للبنطلون اسماً هو بلو جينز. ولم يعد أزرق وإنما أبيض وأزرق فاتح وبني اللون. وجعلوه محزقاً وواسعاً وقصيراً ثم جعلوه مرقعاً ومبقعاً حتى يتساوى كل الناس. الفقراء والأغنياء والرؤساء. فهذا البنطلون هو أطول البنطلونات عمراً. لا يحتاج الى غسيل يومي. ويبقى مكسراً مكرمشاً متسخاً، وهذه هي الموضة!

في 1873 استطاع شاب ألماني يهودي اسمه ليفي شتراوس (24 سنة) ان يهاجر الى الغرب الأمريكي حيث السباق بحثاً عن الذهب. وفتح دكاناً يبيع فيه أقمشة خشنة: القماش اسمه دنيم ليكون خياماً أو أغطية للعربات فقيل له إن هذه المنطقة يحتاج فيها العمال الى بنطلون أو صديري. وهنا ولدت الفكرة وسجل الاختراع 1873 وهي سنة الميلاد الرسمي للبنطلون لصاحبه ليفي شتراوس وشريكه دافيد جاكوب.. ولم يحدث في التاريخ ان عاش اختراع كل هذه المدة الطويلة. وقد تمنى مصمم الأزياء الفرنسي ديور ان يكون صاحب هذا الاختراع الذي عاش قرناً ونصفاً.

وقد تفنن مصممو الأزياء في خطوط هذا البنطلون للرجال والنساء والفتيان. واضافوا اليه أنواعاً من الزراير والأحزمة. والمشغولات على جانبيه واخترعوا له أيضاً انواعاً من الأحذية والبلوفرات.

وقد تشجع هذا الموسم عدد من دور الأزياء الفرنسية في ان يجعلوه فستاناً قصيراً. والقماش هو دنيم الناعم بحيث لا يؤذي البشرة الناعمة أيضاً. وظهرت عارضات الأزياء في باريس. واحدة وراء الأخرى وتوالت الفساتين. وهي نقلة جمالية جديدة. سوف يطول عمرها كما طال عمر البنطلونات القطنية غليظة الفتلة ولا يهم بعد ذلك كم يبعد خط الذيل عن الركبة شبرين أو ثلاثة. لقد اصبح موضة هذا العام وأعواماً كثيرة قادمة!