لم ينتبه لها أحد .. أضحوكة الديموقراطية الأميركية

TT

إحدى القضايا، التي تسربت من بين ضجيج الحملات الرئاسية ولم تتعرض للفحص، فيما غطت تلك الحملات كل شيء، من العراق الى رخصة قيادة السيارات، هي: هل سنقلل من قدر الديموقراطية الأميركية إذا أبقينا منصب الرئاسة في نفس الأسرتين اللتين حملتاها منذ عام 1989 ؟

لذلك، فإذا نجحت هيلاري كلينتون في الفوز برئاستين فذلك يعني أنه ولـ 28 عاما تكون الرئاسة وقفا على بوش وكلينتون، ومع مثل هذه الحقيقة يكون 40% من الأميركيين قد عاشوا كل حياتهم مع رئيس من هاتين الأسرتين. والسؤال: ألا يجعل هذا الواقع ديموقراطيتنا قريبة الشبه من الديموقراطية الباكستانية ؟.

من المؤكد أن لا أحد يمكن أن يمنع من الرئاسة بسبب روابطه الأسرية، ففرانكلين روزفلت كان رئيسا ممتازا برغم أنه تمتع بقدم بسبب ارتباطه بخال من بعيد هو تيدي روزفلت، ومع ذلك ألا يكون هناك قياس ضد أعضاء الأسرة من الرؤساء السابقين، مثل التغلب على الظاهرة، وعلى سبيل المثال في نموذج بوبي كنيدي ضد ريتشارد نيكسون؟ أولم نضحك نحن الأميركيين مؤيدين على تسليم الديموقراطيات في بنغلادش وسري لانكا وباكستان وسنغافورة والهند والأرجنتين لزوجة أو ابن لرئيس سابق، ومع ذلك فلم أجد، حتى بين الديموقراطيات المصطنعة واحدة أوقفت وباستمرار ولسبع دورات وعبر 28 عاما لأربعة أشخاص من أسرتين، وهذا الحساب لا يشمل ثمانية أعوام لبوش الأب كنائب للرئيس. وربما تكون هناك ديموقراطية من هذا النوع في مكان ما، ودعوتي لمن يعرف عنها شيئا أن يقتحم موقعي الديموقراطي ويدلني عليها.

ولكن الجدل المناوئ لطرحي يمكن أن يقول: نحن كناخبين علينا أن نختار دائما الشخص الأفضل للمهمة، وعلينا أن نقيم المرشحين وفق مؤهلاتهم وأن لا نجر أنفسنا إلى أسرهم، وسنعاقب أنفسنا إن نحن أفشلنا الشخص الأفضل بسبب من خلفياته أو خلفياتها الأسرية. ولكن، وكما قالها الرئيس توماس جيفرسون: لا يوجد مكتب يمكن أن يكون فيه التعاقب منفعيا أكثر من الرئاسة. وقد أضفنا التعديل رقم 22 الذي أوقف الرئاسة على دورتين فقط بالموضوعية القائلة، إن عائد مغادري السلطة سيبقي على ديموقراطيتنا صحية. وقد يعتبر ديموقراطيون كثيرون اليوم أن بيل كلينتون وبمنطق الواقع هو أفضل شخص يقوم بعبء الرئاسة للثماني سنوات القادمة، مع ذلك، وحتى إذا لم يكن التعديل 22 موجودا، فسنخجل من أن نقوم بذلك، ونفضل المخاطرة برئيس غير مجرب على المخاطرة بالوقوع في ركود الدماء والأرستقراطية.

بالتأكيد من السهل رؤية لماذا يمكن لتوق الناخبين للسلام والرفاه أن يقودهم إلى إعادة تنصيب هيلاري كلينتون، فربما نكون راغبين في سلالة سياسية أخرى، ولكن علينا أن لا نساند فكرتنا من دون نقاش. وحين سئلت هي نفسها عن صحة إيقاف البيت الأبيض لفترة طويلة بأيدي أسرتين قالت إنها توافق أن انتخاب بوش في عام 2000 كان خطأ.

وأخيرا، فقد برهنت هيلاري أنها سيناتور ممتاز بالكونغرس، ومن المفترض أن تكون رئيسا متفوقا، ولكن، ومع ذلك، فـ 28 عاما لأسرتين، يكون من الأهمية بمكان تجاهل هذا الخيار، وإن لم يكن هذا قولا فصلا.

* خدمة نيويورك تايمز